حقيقة "سرقة الملكة إليزابيث للبيانو الذهبيّ" من قصر لصدّام حسين

ملكة بريطانيا وخلفها البيانو الذهبي. أرشيفية

عشرات آلاف المشاركات حصدتها مجموعة صور للملكة إليزابيث يظهر وراءها بيانو ذهبي ضخم مع الادعاء بأنه مسروق من أحد قصور الرئيس العراقي السابق صدام حسين خلال غزو العراق.

لكن هذا الادعاء خطأ وقد اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهوره بادئ الأمر على موقع ساخر. أما البيانو فتعود ملكيته إلى التاج البريطاني منذ 1856.

يضم المنشور مجموعة صور تظهر في إحداها الملكة إليزابيث الثانية أثناء إلقاء خطاب ومن ورائها بيانو ذهبي ضخم. ويظهر في صورة ثانية البيانو الذهبي.

أما الصورة الثالثة فعبارة عن تغريدة للصحافية الأسكتلندية جاكي بيرد، تقول فيها إن البيانو مسروق من قصر صدام حسين.

وأرفق المنشور بالتعليق "الموقرة ملكة بريطانيا العظمى ألقت خطابها السنوي أمس. يظهر خلفها في الصورة البيانو الذهبي الذي سرق من قصر الرئيس الراحل صدام حسين".

واعتمدت منشورات كثيرة بلغات مختلفة (الفرنسية والإنكليزية والتركية) على هذه التغريدة بالذات للترويج لهذا الادّعاء الذي وصف ملكة بريطانيا بأنها سارقة.

أما باللغة العربية فقد بدأ تداول المنشور في ديسمبر 2018، وحصد من صفحة فيسبوك هذه وحدها أكثر من 20 ألف مشاركة.

لكنّ البيانو الذهبي ليس مسروقًا من الرئيس العراقي السابق صدام حسين وهو بحوزة التاج الملكي البريطاني منذ أكثر من 150 سنة.

بالإضافة إلى ذلك، استند الادعاء إلى إشاعة روّج لها موقع ساخر باستخدام تغريدة مزيّفة للصحافية الأسكتلندية.

 

 

قصة البيانو

تملك العائلة الملكية البريطانية هذا البيانو منذ منتصف القرن التاسع عشر.

وبحسب موقع "رويال كوليكشن" الذي يدير المجموعة الفنية التي تملكها العائلة المالكة، اشترت الملكة فيكتوريا، التي حكمت المملكة المتحدة بين 1819 و1901، هذا البيانو في 30 أبريل عام 1856.

وصمّم هذا البيانو الصانع الفرنسي "إس أند بي إيرارد" لتزيين غرف قصر باكينغهام حيث تستقبل العائلة المالكة ضيوفها.

أما صورة الملكة ومن ورائها البيانو الذهبي المستخدمة خارج سياقها، فالتقطت في غرفة "وايت دراونينغ" خلال توجيهها أمنيات عيد الميلاد عام 2018 عبر شاشة التلفزيون.

وأثار وجود هذا البيانو وقتذاك خلال إلقاء الملكة خطابًأ تناولت فيه "الكرم والتضحيّة" انتقادات عبر وسائل الإعلام البريطانية ومواقع التواصل الاجتماعي.

 

خبر ساخر فنفي رسمي

أما التغريدة التي شكلت تربة خصبة لانتشار هذا الادعاء، فلم تنشر على حساب الصحافية جاكي بيرد الرسمي (Jackie Bird) إنما على حساب ساخر يحمل اسمها معدّلا مع إضافة حرف H.

ويشير الحساب بصراحة إلى أنه ساخر وهو ما تبينه هذه الصورة الملتقطة من الشاشة.

تويتر