تنفست الصعداء وانتعشت «بيئياً»

«البندقية» بعد حجر «كورونا».. هواء أكثر صفاءً ومياه أكثر نقاءً

صورة

لم يكن تفشي فيروس «كورونا» المستجد بهذا السوء بالنسبة لمدينة البندقية، في شمال إيطاليا؛ بل ساهم في انتعاشها «بيئياً»، مع غياب آلاف السياح الذين كانوا «يدمرون» المدينة العائمة تدريجيا.

وقد تسبب الضغط الشديد على المدينة إلى تدهور البنية التحتية وزيادة نسبة التلوث، إلى أن دق ناشطون ناقوس الخطر بأن المدينة التاريخية قد تغرق. ولم تتنفس البندقية الصعداء إلا عندما بدأ الإغلاق الكامل في إيطاليا وظلت سفن الركاب العملاقة بعيدة، لتدخل المدينة فترة نقاء غير متوقعة، بعثت فيها الأمل من جديد.

في اليوم الـ41 من الحجر، بدا وكأن الوباء يتراجع، لتلين الإجراءات الأمنية ويُسمح للناس، أخيراً، بالسير في الشوارع والممرات، شريطة أن يكونوا ملثمين؛ للاستمتاع بالبندقية وهي في حالة استرخاء، وفارغة كما لن يراها أحد من قبل.

تفتحت الأزهار بينما كان الأهالي مختبئين ومحرومين من الربيع. وبينما فتحت بعض المتاجر أبوابها، تظل الغالبية العظمى من الستائر الحديدية مغلقة.
 
ويأمل السكان والمسؤولون أن تنجو المحلات التقليدية القليلة، التي ما تزال صامدة حتى الآن. ويقول أحد سكان البندقية، لمجلة «لاكتواليتي»، «في هذه الأثناء، ينتهي بنا الأمر إلى التعود على التنقل دون أن نتدافع، ودون أن ننزعج من التلوث البصري والضوضائي للمحلات التجارية السخيفة، ونتساءل كيف كان بإمكاننا تحمل هذا من قبل،».

 ويتساءل ساكن المدينة، «تُرى كيف سيكون الغد؟» وفي الوقت الحالي، يتكيف سكان البندقية البارعون دائما مع القيود التي لا تعتبر جديدة على تاريخهم الحافل بالأحداث.

إلى ذلك، تنطلق القوارب التقليدية فوق المياه الهادئة، وتضمن تسليم الخضار العضوية التي تزرع قرب البحيرة، للاستهلاك محلياً بدون تلوث ودون الحاجة إلى حركة المركبات..
ماذا لو عادت البندقية إلى عالم الغد بالعودة إلى هذه الأساسيات؟.
 
وتُظهر صور الأقمار الصناعية الصادرة عن وكالة الفضاء الأوروبية، مدى وضوح قنوات البندقية منذ أن أصبحت المدينة مغلقة، وسط وباء فيروس كورونا الجديد، وعادةً ما تكون البندقية موقعا سياحيا مزدحما للغاية، في الربيع، ولكن منذ أن أصبحت تحت الإغلاق، كانت المدينة هادئة.

وخفض الإغلاق بشكل كبير الحركة في الممرات المائية في المنطقة، والتي عادة ما تكون مليئة بالقوارب والتاكسي المائي وسفن الرحلات البحرية العملاقة. ووفقًا لوكالة الأنباء الإيطالية، فقد كانت البندقية فارغة، تقريبا، خلال عيد الفصح.

وقال مسؤولون في البندقية إن المياه تبدو الآن أكثر نقاءً، الآن، لأن حركة المرور على القنوات أقل، ما يسمح للرواسب بالبقاء في القاع. ويرجع ذلك إلى قلة حركة القوارب التي تجلب عادة الرواسب إلى سطح المياه.

كما تحسنت نوعية الهواء، أيضاً، بفضل العدد القليل من الزوارق البخارية في القنوات. ووفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية، فإن الإغلاق ساعد في تحسين جودة الهواء في جميع أنحاء أوروبا.

وفي سياق متصل، كان من المقرر أن تدخل الرسوم المثيرة للجدل حيز التنفيذ في الأول من يونيو، ولكن بعد الإغلاق العالمي، قرر مسؤولو المدينة إعادة التفكير في هذا الإجراء.

وبموجب الضريبة السياحية، يدفع السائح ما بين ثلاثة وثمانية يورو، في اليوم، لزيارة المدينة. وستنطبق فقط على أولئك الذين يتوجهون إلى المنطقة عبر القناة، في الرحلات النهارية، وليس أولئك الذين يقيمون في البندقية خلال الليل.

ووفقا ل«ذي إكسبريس»، فإن خطط المجلس المحلي لفرض رسوم الدخول، تهدف إلى مواجهة الازدحام، لن تجد من سيدفع الرسوم في الأشهر القادمة، في حال تم رفع الإغلاق بشكل كامل.

 

تويتر