صلاة الفجر .. مظهر الاحتجاج الجديد عند الفلسطينيين

قبل طلوع الشمس يتدفق آلاف الفلسطينيين على المسجد الواقع في ساحة النصر في نابلس لتزيد أعداد المصلين في صلاة الفجر بشدة عن الأعداد المعتادة وذلك لفتح جبهة جديدة في احتجاجاتهم على إسرائيل والولايات المتحدة.

ويتكرر هذا المشهد في مناطق أخرى بالضفة الغربية حيث بدأ الناس يخرجون لصلاة الفجر بأعداد غير مسبوقة منصرفين بذلك عن مواقع الاحتجاج المعتادة التي يخاطرون فيها بإلقاء القبض عليهم ويحولون مشاعر الغضب إلى تعبير جماعي عن الإيمان.

وقال صاحب مطعم يدعى سيف أبو بكر أثناء خروج أعداد غفيرة في نابلس من المسجد وتفرقها في الحارات والساحات المحيطة به «هذه أكثر الوسائل سلمية لتوصيل الرسالة».

وترددت شعارات سياسية من بينها «في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء» في الحي القديم في نابلس بعد الأذان.

وقال أبو بكر «آمل أن يكون ذلك شكلا جديدا من أسلوب توصيل الرسالة... لأننا جربنا الاحتجاج ولم يفلح لأننا لا نملك القوة الكافية. هذه هي الوسيلة الأكثر أمنا للجميع».

كان جانب كبير من رسالة الجماهير في صلاة الفجر يوم الجمعة، هو رفض الانحياز الواضح لإسرائيل في خطة السلام في الشرق الأوسط التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ومنذ الإعلان عن تلك الخطة لم تشهد الشوارع سوى احتجاجات صغيرة منتظمة. ولم يستجب عدد يذكر لدعوات السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس لتنظيم احتجاجات «أيام الغضب».

وبدلا من ذلك بدأ كثيرون الاستجابة لنداءات على "فيس بوك" وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي لحضور ما أصبح يعرف باسم «فجر نابلس العظيم» كوسيلة لإظهار الوقوف في وجه ترامب وما يرون أنها تهديدات إسرائيلية للمواقع الإسلامية المقدسة في القدس ومدينة الخليل.

وقد شهدت هاتان المدينتان زيادة في أعداد المصلين في الأسابيع القليلة الماضية.

جاءت الدعوات الأولى لزيادة أعداد المصلين من حركة فتح التي يتزعمها عباس وتهيمن على منظمة التحرير الفلسطينية.

وتزايدت الأعداد بعد أن اكتسبت الحملة تأييدا من حركة حماس لاسيما في المدن التي يوجد فيها أنصار كثيرون للحركة.

وفي نابلس حيث تزايدت أعداد المصلين إلى عدة آلاف يوم الجمعة من نحو 2000 في الأسبوع السابق أصر المصلون على أنه لا توجد جماعة بعينها وراء الحملة ووصفوها بأنها حركة شعبية تحاول الوقوف على قدميها.

وفي نابلس اتسمت التجمعات لأداء صلاة الفجر بالسلمية دون أي علامة على زيادة الوجود الأمني.

تويتر