عائلة السواركة.. «كبش فداء» حرب الأيام الثلاثة على غزة

صورة

الرابعة فجرا، التوقيت الفاصل بين الموتة الصغرى والكبرى لعائلة السواركة، فبينما كان أفرادها نائمون في منزلهم في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، باغتتهم صواريخ المروحية الإسرائيلية، لتهدمه فوق رؤوسهم، دون أن تترك لهم فرصة واحدة للنجاة.

ففي آخر ساعة من العدوان الإسرائيلي، وقبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الساعة الخامسة من فجر يوم الخميس 14 من شهر نوفمبر الجاري، أنهت إسرائيل حربها كما بدأتها بفاجعة مؤلمة، عندما قصفت منزل السواركة وقتلت 8 من أفراد العائلة، من بينهم سيدتان وخمسة أطفال، لم يتجاوز عمر أكبرهم 13 عاما، وقد انتهكت إسرائيل براءتهم، دون أن تسمح لهم بفرصة العيش ليحققوا أحلامهم الوردية التي رافقتهم داخل منزلهم المتواضع.

داخل ثلاجة الأموات في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير، كانت تفوح رائحة الموت، أفراد العائلة اجتمعوا للمرة الأولى على سرير واحد، مضرجين بدمائهم، ليلحق الأطفال الأشقاء معاذ ووسيم وسالم وفارس بوالدتهم مريم، وإلى جانبهم عمهم رسمي وزوجته وطفله مهند.

عقب تشييع جثامين الشهداء الثمانية من عائلة السواركة، وإقامة بيت العزاء لهم بجانب منزلهم المدمر، ساد الحزن على وجوه أفراد العائلة، إثر الفاجعة التي أبكت قلوبهم قبل عيونهم، وستظل ترافقهم لسنوات طويلة.

يقول طالب السواركة أحد أقارب العائلة المستهدفة لـ«الإمارات اليوم» بنبرة حزينة،«استيقظت فجر يوم الخميس على أصوات الصواريخ التي استهدفت منزل أقاربي قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار بساعة واحدة، وقد كانت مرعبة بشكل لا يوصف، فهرعت إلى مكان الاستهداف، ليصدمني مشهد تدمير المنزل بشكل كامل، على جميع سكانه النائمين، وتسويته بالأرض، أما الصدمة الأكبر بل الفاجعة الكبرى عندما وجدت أفراد العائلة غارقين بدمائهم، وقد دفنت أجسادهم تحت ركام البيت.

ويشير طالب إلى الطائرات الإسرائيلية استهدفت منزل عائلة السواركة بأربعة صواريخ، دون سابق إنذار، لافتا إلى أن المنزل تسكنه عائلتان يبلغ عدد أفرادهما حوالي 20 شخصا، جلهم من أطفال ونساء.

وإلى جانب الشهداء الثمانية، أصيب 12 آخرين من أفراد العائلة بجراح مختلفة، حيث قضت طواقم الإسعاف ساعات عدة لانتشال الجرحى من تحت أكوام الركام. ومن بين الجرحى الذين أصيبوا جراء استهداف منزلهم الرضيعة مرح (35 يوما)، والتي وجدت في حضن شقيقها الشهيد الطفل مهند تحت ركام المنزل، وهي في حالة إغماء، وقد غطى غبار الركام جسدها النحيل.

ومن بين الجرحى الطفل يوسف السواركة، الذي أصيب بجراح في رأسه نتيجة تدمير منزل عائلته.

تويتر