حكاية مجند إسرائيلي دُفن ملفوفاً بعلم مصر في أكتوبر 73

نشرت صحيفة "الأهرام" المصرية، اليوم السبت، تفاصيل قصة "موشي رافي"، الذي كان مجنداً في الجيش الإسرائيلي وبعدما مات في حرب أكتوبر 1973 تم دفنه ملفوفاً بعلم مصر، حيث لم يكن هذا المجند سوى الشاب المصري الذي كان يعمل لصالح المخابرات المصرية "عمرو مصطفى طلبة"، والمعروف باسم "العميل 1001"، وتم تقديم قصته على هيئة مسلسل إذاعي، ثم مسلسل تلفزيوني قام ببطولته الفنان مصطفى شعبان.

وكانت المخابرات المصرية قد زرعت الشاب "عمرو"، داخل المجتمع الإسرائيلي، وتطلب ذلك مراجعة ملفات أكثر من 3 آلاف يهودي عاشوا في مصر، قبل اختيار الشخصية اليهودية التي سيتقمصها "عمرو" والذي كان ابن أحد ضباط المخابرات العامة المصرية، وطلب منه والده تلك التضحية ليخلد اسمه في سجل الأبطال، وهو ما ظهرت تفاصيله عقب الإفراج عن تفاصيل القضية منذ سنوات قليلة.

بدأت العملية عام 1969، عقب هزيمة يونيو 1967، حيث قررت المخابرات المصرية زرع العديد من الشباب داخل المجتمع الإسرائيلي، بهدف الحصول على معلومات عن الجيش والمجتمع الإسرائيلي، وكان "عمرو" أحد هؤلاء الشباب والذي تمكن من اختراق المجتمع الإسرائيلي بالفعل والتحق بالجيش الإسرائيلي كمجند، واستطاع إرسال الكثير من المعلومات شديدة الخطورة والأهمية إلى القيادة المصرية، وساهمت تلك المعلومات بشكل كبير في الحرب، حيث أبلغ القيادة المصرية بالكثير من المعلومات عن موقع الرادارات ومنصات الصواريخ الإسرائيلية.

وفي6  أكتوبر 1973 قامت الحرب، وكان "عمرو" يرسل برقيات إلى المخابرات المصرية بشكل منتظم فى الأيام التى سبقت الحرب، وأرسلت له المخابرات المصرية في ذلك اليوم، برقية تخبره بضرورة إنهاء عمله والتوجه إلى المبنى الخشبى الموجود به القافلة الطبية فى "أم مرجم"، وأعطت المخابرات أمراً للطيارين بعدم قصف تلك المنطقة مهما كانت الأسباب.

وعندما استقبل "عمرو" البرقية علم أن الحرب ستبدأ ورفض الانصياع لأوامر القيادة المصرية، لإدراكه أنه سيكون مفيد للغاية في ذلك الوقت بالنسبة للوضع المصري، واستطاع الحصول على جهاز إرسال صوتي، وقام بضبطه على موجة القيادة، واستطاعت المخابرات المصرية من خلاله الحصول على كم هائل من المعلومات، وفي الساعة 2:35 دقيقة ظهراً، بعث ببرقية بها نتائج قصف غرفة العمليات الإسرائيلية.

وأعادت المخابرات سؤال "عمرو" عن مكانه، وطلبت منه المغادرة فوراً وبأقصى سرعة، فأرسل برقية قال فيها إن فرقته تلقت أمراً بالانتقال إلى منطقة القنطرة شرق، وسيرسل برقيات أخرى بالتفاصيل، لكنه لم يستطع استكمال الرسالة، إذ حدث انفجار في كتيبته واستشهد.

تمكنت طائرة هليكوبتر مصرية من التسلل إلى المواقع الإسرائيلية ليلاً ووجد طاقمها جثمان "عمرو" وأدى الضابط المصريون له التحية العسكرية وقرأوا عليه الفاتحة، وتم نقله داخل الطائرة إلى القاهرة وهو يرتدى ملابس الجيش الإسرائيلي، وجثمانه ملفوفاً بعلم مصر.

*نقلاً عن صحيفة "الأهرام" المصرية، بتصرف.

 

تويتر