ما يسمى بالاحتراف
في ظل اقترابنا من 20 عاماً على ما يسمى الاحتراف، إلا أننا حتى اللحظة لم نُطبّق الاحتراف الحقيقي على أرض الواقع، ربما كان على مستوى العقود والصفقات والأمور المالية الأخرى، لكن في جوانب عديدة مازالت أنديتنا تُدار بالنمط نفسه منذ القرن الماضي وبالأسلوب ذاته.
في الفترة الماضية تحدّثت مع أحد اللاعبين المحترفين في إحدى المناسبات الرياضية تطرق من خلالها إلى سهولة لعب كرة القدم لدينا، وقلة الضغط بطبيعة الحال، مقارنة بتجربته السابقة في أوروبا، وأن ما يحدث لدينا لا يعدّ كرة قدم حقيقية، لذلك فمهما حدث عندما تصطدم بلاعبين قادمين من مسابقات أوروبية ستكون الأفضلية لهم، وهذا ما حدث على مستوى منتخبنا.
استشهد اللاعب بتجربته الأوروبية وكيفية قضاء اللاعب ثماني ساعات في النادي منذ الصباح الباكر مثل الدوام الرسمي، بداية من تناول الإفطار ما بين الثامنة والتاسعة، وبعدها خوض تدريبات خاصة في صالة الألعاب الرياضية قبل المران الجماعي، ثم تناول وجبة الغداء وأخذ ملاحظات تكتيكية عبر الفيديو من قبل المدرب، وخوض جلسات علاجية أو حصص تقوية سواء بدنية أو تعليمية خاصة باللغات، ومن بعدها العودة إلى البيت ليقضي اللاعب الوقت مع عائلته والاستعداد لليوم التالي، بينما ذكر لي أن العمل لدينا في الأندية يقتصر على ساعتين أو ثلاث، ومن بعدها يكون اللاعب متاحاً بقية اليوم لا يعرف كيف يقضي يومه وماذا يفعل بسبب الفراغ الكبير، إضافة إلى أن بعض اللاعبين المحترفين يعملون على خوض حصص في صالة الألعاب الرياضية سعياً للوصول إلى أعلى جاهزية.
وبالتالي من غير المنطقي أن تتمكّن من مجاراة اللاعب المحترف في أوروبا بتدريبات لمدة ساعتين، في حين أن حياة المحترف الحقيقي تتمحور حول كرة القدم حرفياً، لذلك تظهر الفروق عندما يواجه «الأبيض» منتخبات لديها لاعبون موجودون في أوروبا، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وإيران وأستراليا وحتى الآن الأردن، الذي وصل إلى مرحلة بعيدة بسبب وجود محترفين في صفوفه.
وبالنسبة لنا فنحن أمام ثلاثة خيارات، إما أن نتعامل مع كرة القدم باحترافية وجدية ونُعيد تنظيم الأمور «من أول وجديد»، أو أن نسمح للاعبين بالاحتراف في أوروبا، من أجل مصلحة منتخبنا الوطني، وهذا بلاشك لن توافق عليه الأندية، أو علينا الاستمرار بالنهج ذاته وتحميل المسؤولية للمدربين تارة وللاعبين ولاتحاد الكرة وهكذا.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيه.