عام الأسرة 2026.. عامٌ يبدأ من القلب
حين أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تخصيص عام 2026 ليكون عام الأسرة، لم يكن ذلك مجرد شعار جديد يُضاف إلى سجل مبادرات الإمارات، بل كان رسالة واضحة بأن مستقبل الوطن يبدأ من داخل البيت، من تلك اللبنة الصغيرة التي تُبنى عليها الأمم وتُصاغ بها هوية الشعوب، فالأسرة الإماراتية لم تكن يوماً مجرد إطار اجتماعي، بل كانت ومازالت المدرسة الأولى للقيم، والمصنع الحقيقي للإنسان القادر على العطاء والبناء، فتخصيص عام كامل للأسرة يعني أن الدولة تريد أن تمنح هذا الكيان مساحة أوسع من الاهتمام، وأن تفتح الباب أمام كل فرد في الأسرة ليشارك في صياغة رؤية جديدة لدور الأسرة في مجتمع تحكمه القيم الإماراتية والإسلامية الأصيلة، قيمٌ تقوم على الاحترام، والتراحم، والالتزام، والتسامح، وهي قيم لم تتغير رغم كل التحولات التي شهدها العالم من حولنا.
اليوم، ونحن على أعتاب هذا العام المفصلي، تبدو الفرصة سانحة للجميع كي يشاركوا بأفكارهم ومبادراتهم، لا بوصفهم متلقين، بل شركاء في صناعة مستقبل الأسرة الإماراتية، فالتحديات التي تواجه الأسرة الحديثة من ضغوط العمل، إلى سرعة الحياة، إلى تأثيرات التكنولوجيا تتطلب حلولاً مبتكرة، وتعاوناً بين المجتمع ومؤسساته، وبين الأجيال داخل البيت الواحد. إن عام الأسرة ليس مناسبة للاحتفال فقط، بل هو دعوة للتأمل: كيف يمكن أن نعيد ترتيب أولوياتنا بحيث تكون الأسرة في مقدمة الاهتمام؟ كيف نخلق بيئة عمل مرنة تدعم الوالدين؟ كيف نعيد تعزيز الحوار بين الآباء والأبناء؟ وكيف نُشرك الشباب في مسؤوليات أسرية تعزز نضجهم وتُشعرهم بأنهم جزء أصيل من هذا البناء؟
فلنجعل من عام 2026 عاماً يبدأ من القلب، عاماً نعيد فيه اكتشاف معنى الأسرة، ونمنح فيه أبناءنا وقتاً أكثر، ونستمع فيه إلى بعضنا بصدق أكبر، ونبني فيه بيوتاً أكثر دفئاً، ومجتمعاً أكثر تماسكاً، فحين تنهض الأسرة ينهض الوطن كله.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.