الأسرة في سياق فقه الواقع
الأسرة في سياق فقه الواقع هو عنوان المؤتمر العالمي الذي عقده مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي في العاصمة أبوظبي في 15-16 من هذا الشهر، برعاية من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وقد كان مؤتمراً رائعاً في محاوره وتنظيمه، ومخرجاته، وكان هذا المؤتمر حلقة مسبقة لعام الأسرة 2026 الذي وجه به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لما للأسرة من أهمية في بناء المجتمع وتماسكه، وما يريده سموه للمجتمع من تقدم وازدهار، ومعلوم أن حجر الزاوية لهذا الهدف النبيل هو الأسرة المستقيمة، التي ترى إرثها الماضي مصدر عز وافتخار، وحاضرها تطوراً وازدهاراً، ومستقبلها رقياً إلى المعالي الكبار.
إن العناية بالأسرة من خلال المحاور الكثيرة التي طُرحت في المؤتمر كمحور فقه الواقع الذي يجب أن يكون حاضراً لدى الأسرة للتعامل معه بإيجابية مع الحفاظ على الدين والثقافة الإماراتية، ومحور القيم الأخلاقية التي هي ركيزة المجتمع الإماراتي الذي يفاخر بها الناس، ويشهد بها كل من عرفها في الأمة الإماراتية، ومنها البر بالوالدين، والإحسان للأقارب والأباعد، والمودة والرحمة بين الزوجين، ومنها أثر وثيقة أبوظبي للإفتاء على الفتاوى الأسرية، من حيث تعيُّن أن يكون المفتي مؤهلاً للنظر في الفتوى الأسرية التي تراعي الاستقرار الأسري، وسماحة الإسلام، وما يجب أن يكون عليه المفتي من استحضار لواقع الأسرة التي أمر الله تعالى أن تكون قائمة على المودة والرحمة، والعشرة بالمعروف، أو التسريح بإحسان من غير مضارة ولا تنكُّر للمعروف ونسيان الفضل، إلى غير ذلك من المحاور التي طرحت وأفيض الحديث عنها بما يحقق أهداف المؤتمر، بالإضافة إلى النماذج الطيبة لبعض الدول والمجتمعات المسلمة التي تحقق الترابط والتعاون، وكانت محل تقدير لدى المؤتمرين.
إن الاهتمام بالأسرة بمؤتمرات وندوات ونشرات هو الذي يلفت عناية المجتمع إلى ما يجب عليه نحو أسرته وبلده، ليعيش حاضره كما عاشه الأسلاف من تماسك وتعاون، وألّا يتأثر المجتمع الحاضر بالمؤثرات التي تؤدي إلى تفكك الأسر، ومن ذلك الفضاء الإلكتروني الذي يدب في البيوت دبيب النمل، ويؤثر على الأسرة سلباً، كما هو مشاهد، فتذكيةُ مشاعر الناس بما يجب عليهم فعله من الرقي بتعاملاتهم الأسرية ليَسعدوا في أنفسهم ويُسعدوا أسرهم ووطنهم، هو الذي يُرضي الله تعالى ويُرضي القيادة الرشيدة التي ترى الأمة الإماراتية بيتاً واحداً، وجسداً واحداً، ويتعيّن أن يسرَّ الجميع إن ساد الود الأسري الراقي، أو ينغص الجميع إن كان غير ذلك.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.