سفينة المِيرة والخير
لاتزال المبادرات الخيِّرة المباركة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تترى، يفاجئ بها الناس وهم عنها غافلون، كان من أحدثها هذه المبادرة الإغاثية الخيرة « سفينة محمد بن راشد الإنسانية» التي ستحمل 10 ملايين وجبة غذائية لأهل غزة لمساعدتهم والتخفيف من عنائهم الذي يعانونه من أكثر من سنتين، بسبب الحرب الظالمة، والحصار الخانق الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، هذه المبادرة الكريمة التي هي امتداد للإغاثات المتوالية التي يقدمها برنامج «الفارس الشهم الإماراتي» الذي يواصل دعم الغزِّيِّين خصوصاً والفلسطينيين عموماً، بحملات متتالية غذاءً ودواءً وماءً، فضلاً عن المواقف الإنسانية النبيلة في المحافل السياسية لنصرة فلسطين وإقامة دولة مستقلة.
إن هذه السفينة الإغاثية التي ستنطلق قريباً بعد أن تم شحنها بهذه الكمية الضخمة من الأغذية المتنوّعة، هي في الحقيقة وقفة إنسانية من سموه للشعب الفلسطيني المظلوم لتشعرهم أن الإمارات تشعر بآلامهم، وتقف معهم في محنتهم، وتبذل كل جهد لمساعدتهم، وهو ما يقدِّره الفلسطينيون أنفسهم الذين يعبرون عن شكرهم وثنائهم لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة في كل مناسبة.
غير أن هذه السفينة لها معنى آخر وهو أن الإغاثة الغذائية هي أهم ما يحتاجون إليه اليوم حتى يستطيعوا الثبات على أرضهم، وأن الحصار المفروض عليهم لا يمكن أن يمنع المساعدات أن تصل إليهم بقوة الإرادة، والسياسة الحكيمة التي تنتهجها الإمارات، وهذا يُعد انتصاراً معنوياً لهذه السياسة الحكيمة، وكما أن هذه السفينة الإغاثية واجب إنساني؛ فإنها أيضاً من أجلِّ القُرب إلى الله بإغاثة الملهوف، وإطعام الجائع، ومساندة المظلوم، وذلك مما يسعى إليه سموه رعاه الله، ويحرص عليه ابتغاء وجهه سبحانه، ولطيب نيته وجميل صنعه فإنه يشرك من أراد الخير لنفسه ولو بالجهد القليل، فقد أتاح للناس المشاركة في تعبئة الغذاء الذي سيُحمل على ظهر السفينة، ليكون لهم نصيب من الأجر. وليشركهم أيضاً في البر الذي أمر الله تعالى به بقوله: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾، وهذه معانٍ إسلامية وإنسانية راقية، وقد فرح الناس بإتاحة المشاركة، فاجتمع الآلاف لها، وكان ذلك كله في ميزان حسنات سموه رعاه الله، وزاده عوناً وتوفيقاً.
*كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.