احتجاز الكربون (2)

فيصل محمد الشمري

تتركز فرص التقاط الكربون في الدولة على إزالة الكربون الصناعي، واستغلال المحاور الصناعية الرئيسية مثل «الرويس» و«جبل علي»، لالتقاط ثاني أكسيد الكربون على نطاق واسع من مصانع الصلب والأسمنت والبتروكيماويات، واستخدام ثاني أكسيد الكربون الملتقط لتعزيز استخراج النفط، وإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون، وإنشاء مواد كيميائية ذات قيمة مضافة مثل الميثانول أو الوقود الاصطناعي.

ويأتي الطموح الأكبر مبنياً على الدور المأمول لعملاق الطاقة الوطني «أدنوك»، بمعية الشركات الوطنية العملاقة الأخرى ذات الأنشطة الاستراتيجية المرتبطة بهذه الصناعات، لقيادة المشاريع ودفع الابتكار في التكنولوجيا والبنية التحتية، لتحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية الطموحة.

تتركز الفرص والقطاعات الرئيسية في المدن الصناعية مثل الرويس (التكرير والبتروكيماويات)، ومدينة أبوظبي الصناعية (الصلب والأسمنت) لالتقاط ثاني أكسيد الكربون من الصناعات الثقيلة، كما أن «أدنوك» تستخدم مشاريعُها في «حبشان» وغيرها، ثاني أكسيد الكربون الملتقط لتحسين استخراج النفط واستخلاصه.

وتأتي استراتيجيات الحكومة كممكّن مهم، إذ تتوافق استراتيجية الدولة للانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050، مع الأجندة الوطنية الخضراء، وخارطة طريق إزالة الكربون الصناعي. إن هذا المشروع الاستراتيجي التحولي الوطني لن يحقق فقط ترسيخاً استراتيجياً لموقع الدولة عاصمة للطاقة العالمية وحسب؛ بل يتضمن مبادرات رئيسية تعزز فرص العمل، ومن أهم ممكناتها استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050 التي تهدف إلى توفير 200 ألف فرصة عمل في قطاعات الطاقة الشمسية والبطاريات والهيدروجين. وكذلك أجندة الإمارات الخضراء 2030، وهي إطار عمل وطني لاقتصاد أخضر، يركز على الطاقة النظيفة والبيئة المستدامة وجودة الحياة. ويتوج ذلك برنامج الإمارات للوظائف الخضراء، الذي أطلقته وزارة التغير المناخي والبيئة.

هذه الرؤية الطموحة ستعزز تنامي فرص النمو المستقبلي لاقتصاد مستدام، ما يتطلب تكاتف وتضافر الجهود لتحقيق منظومة عمل مؤسسي توجهها رؤى القيادة، فالإمارات لم تعد اليوم بعد عيدها الـ54 دولة ناشئة، بل نموذج عالمي للازدهار والتطور ومنارة إشعاع حضاري للبشرية.

*مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.

تويتر