«دبي سكوير».. قلب الإمارة الجديد
يقترب «دبي سكوير مول»، من أن يصبح أحد أهم محطات التحول العمراني والاقتصادي في دبي، خلال العقد المقبل، ليس فقط لأنه أضخم مشروع للتجزئة في الشرق الأوسط بكلفة 180 مليار درهم، بل لأنه يأتي ضمن مشروع خور دبي الحديث والأنيق، على ضفاف خور دبي التاريخي.
فالمنطقة التي تتمتع بقربها من معظم مناطق دبي الحيوية، تستعد اليوم لولادة مركز تجاري وسياحي بمعايير جديدة قد تنقلها إلى مستوى يفوق حتى وسط المدينة الحالي من حيث الحركة والحيوية والجذب الاستثماري.
منذ سنوات كانت الدعوات لإنشاء وجهة تجارية وتسويقية كبرى في منطقة الخور كخطوة استراتيجية مطلوبة لإعادة توازن خريطة الجذب داخل الإمارة. ودائماً ما كنت أنصح في عامي 2019 و2020 بالاستثمار في هذه المنطقة نظراً لإقبالها على طفرة كبيرة مع دخولها الخط الأزرق للمترو مستقبلاً، إضافة إلى أنها منطقة متكاملة تضم بوليفارد وحديقة مركزية ومرسى يخوت ومحمية طبيعية و«مول» ضخماً.
فـ«المول»، الذي يعادل حجمه ثلاثة أضعاف منطقة برج خليفة، ويضم 750 ألف متر مربع من المساحات التجارية، سيكون جزءاً من منظومة عمرانية متكاملة ترتبط ببرج خور دبي الجديد، وسط 7.4 ملايين متر مربع من المشروعات السكنية، و500 ألف متر مربع من المساحات الخضراء المفتوحة.
وما يميز المشروع ليس حجمه فقط، بل طابعه المستقبلي: تصميم عصري، اعتماد واسع على التكنولوجيا، وشوارع صديقة للمشاة، إضافة إلى خاصية غير مسبوقة في المنطقة تتمثل في السماح بدخول السيارات الكهربائية داخل المركز التجاري، بما يعزز توجه دبي نحو مدن ذكية تعتمد على مفاهيم التنقل الأخضر.
وسيخلق هذا التطوير الهائل مركز ثقل جديداً في المدينة، ما يعني بالضرورة تحولات في قيمة الأصول العقارية وأسعار الإيجارات.
وإلى ذلك فإن «دبي سكوير مول» ليس مجرد مركز تسوق جديد، بل مشروع يعيد صياغة صورة خور دبي ويدفعها إلى قلب المشهد الحضري مرة أخرى، ليصبح الخور، بعد سنوات، مركزاً نابضاً بالحياة، منافساً لمنطقة الـ«داون تاون»، وربما متفوقاً عليه.
*رئيس مجلس إدارة «شركة دبليو كابيتال للوساطة العقارية»
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.