العيد مسؤولية

العيد ليس زينة ترفرف في الشوارع، ولا أغنية تُبَثّ على الإذاعات. العيد مسؤولية.. مسؤولية وطن أقسمنا أمامه بأن «نَعمل ونُخلِص». تلك الجملة التي كررناها صباحاً بعد صباح، ولم تكن مجرد نشيد وطني في المدرسة، بل وصية مبكرة بأن نضع الإمارات أولاً.. دائماً.
أكثر من مليون إماراتي يفتدون هذه الأرض والعرض، ومعهم أسرة أكبر تمتد لنحو 200 جنسية، كلٌ يضع حجراً في هذا البيت، ويضيف شيئاً من روحه لهذا النسيج الذي لا يشبه إلا نفسه.
نحن أبناء نعمة اعتدناها حتى لم نعد نلتفت إليها، لكن يكفي أن تجلس مع من جاء من بعيد، من حوّل «دكاناً صغيراً» إلى إمبراطورية، أو من اقترض المال ليأتي إلى «أرض الأحلام». ستعرف أن هذه البلاد ليست مجرد وطن، بل فرصة لا تتكرر.
قبل أيام وضعت إحدى المؤثرات منشوراً على «إنستغرام» تُعبّر فيه عن خوفها من الانتقال إلى دبي، وتتساءل: هل الأمر سهل؟ فكان جوابي - تعليقاً على ما طرحته - أن دبي ليست مدينة سهلة، لكنها عادلة، تعطي الحالمين والمجتهدين والباحثين عن الفرص أكثر مما يتوقعوا. وإن حَمَل المرء طموحه بصدق، فإن دبي تأخذه إلى أبعد مما تخيل.
وهذه العدالة لم تأتِ من فراغ، بل من جيل أوفى بالعهد 54 عاماً، وبنى من لا شيء دولة يريد العالم اليوم أن يشبهها، لذلك فالحفاظ على الإمارات ليس خياراً، بل واجب. اسمها ومكانتها وصورتها وما وصلت إليه، وما يريد قادتها السبعة أن نكونه.. كل ذلك أمانة.
الإمارات لم تعش يوماً في عزلة. شاركت العالم أفراحه، وساندته في محنه، حتى أولئك الذين يرمونها بسهام الكذب، ترد عليهم بالحسنى، وتواصل العطاء بلا صفقة ولا مصلحة، فرؤيتها «مجتمع آمن، فعالم مزدهر».
ويوم أمس قرأتُ منشوراً لأحد المقيمين يقول فيه: «أنا أعيش، ومولود في بلد يتمنى العالم أن يزوره». هذه الجملة وحدها كافية لتفهم ما بنيناه، فما نراه عادة، يراه العالم استثناء.
وفي الأسبوع المقبل يحل الثاني من ديسمبر.. عيد الاتحاد.
والاتحاد - إن نسينا - ليس عيداً فقط، بل مسؤولية.

*إعلامي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.

 

الأكثر مشاركة