صدمة..لاعبون في المنتخب لا يمكنهم خوض مباراتين كل ثلاثة أيام
بعد الخروج من الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم أمام العراق، كشف المدرب كوزمين أن هناك عدداً من اللاعبين لا يمكنهم خوض مباراتين كل ثلاثة أو أربعة أيام، لذلك نشاهد التغييرات العديدة على التشكيل الأساسي في كل مباراة لمنتخبنا الوطني، وهو تفسير جديد كان بمثابة صدمة للشارع الرياضي، كوننا كنا نظن أن الوضع اختلف تماماً مع الإضافات الجديدة.
المشكلة الأساسية هي أننا لم نغيّر من طريقة عملنا على مستوى كرة القدم، وكنا نظن أن انضمام العديد من العناصر للأبيض يمكن أن يسهم في تغيير الأمور كون المحترفين الموجودين في مسابقاتنا مستوياتهم دائماً ما تكون أعلى من اللاعبين المحليين، إلا أن المعضلة كانت تتمثل في طريقة وأسلوب حياة اللاعبين، وعمل الأندية الذي يقف عائقاً أمام تطوير اللعبة. لأنه من غير الممكن أن ينافس اللاعب الذي يتدرب ساعتين في اليوم كما هي الحال في أنديتنا المحترفة، لاعباً آخر يتدرب صباحاً ومساءً ويوجد في فريقه يومياً لفترة تصل إلى ثماني ساعات، ومن الطبيعي جداً أن تظهر هذه الفروق في المباريات عندما تلعب أمام منتخبات تملك العديد من الأسماء الموجودة في أوروبا.
علينا أن نكون واقعيين وأن نتعامل مع مشكلة كرة القدم لدينا بحقيقة واضحة، وهي أننا مازلنا هواة على مستوى اللعبة، ولذلك كلما أردنا أن نأخذ خطوة إلى الأمام نجد أنفسنا مازلنا متأخرين مقارنة بالآخرين الذين يتعاملون مع اللعبة باحترافية أكثر، أو أنهم باتوا يعتمدون على اللاعبين المحترفين في الخارج. بعدما كنا في آخر عقد ضمن أفضل ستة أو سبعة منتخبات في قارة آسيا، يبدو أننا تراجعنا كثيراً بعدما لم نتمكن من التواجد في كأس العالم 2026، على الرغم من زيادة مقاعد آسيا إلى ثمانية ونصف المقعد.
ونعلم تماماً أنه من الصعب جداً أن تغيّر أنديتنا من طريقة عملها بالنسبة لكرة القدم، لأن احترافنا على الورق فقط، ومازلنا نتعامل مع اللعبة كدوام ثانٍ أو هواية في فترة المساء، لذلك بدلاً من أن نستفيد من اللاعبين المحترفين، تأثروا هم بسبب نمط اللعبة لدينا وباتوا غير قادرين على لعب مباراتين كل ثلاثة أو أربعة أيام، ومن الواضح جداً أن مسألة احتراف اللاعبين في الخارج صعبة لأن كل نادٍ ينظر إلى مصلحته، ومنتخبنا الوطني هو المتضرر الأول للأسف.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيه.