احتجاز الكربون (1)
تعدّ تطبيقات احتجاز الكربون حيوية لتقليص الانبعاثات الصناعية، مقرونة بتخزينه، خصوصاً في القطاعات الصناعية الثقيلة، كإنتاج الصلب والإسمنت والهيدروجين، والتي تنتج انبعاثات من عمليات لايزال يصعب معها استخدام الطاقة المتجددة.
كما أن هذه التقنيات ستمكن قطاع إنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري من التقاط الانبعاثات من محطات الطاقة التي لاتزال قيد الاستخدام، ما يضمن إمداداً موثوقاً به بالطاقة، مع تقليل بصمتها الكربونية.
ويقدّر حجم سوق التقاط الكربون بما يراوح بين 3.7 و5.1 مليارات دولار تقريباً في عام 2024، مع توقعات تقارير مختلفة بنموه بمعدل سنوي مركب يراوح بين 22 و24%، ليصل إلى ما بين 12.9 مليار دولار و22.16 مليار دولار بحلول عام 2030.
وتُعدّ تقنية احتجاز الكربون أداة رئيسة لمكافحة تغير المناخ، خاصة للقطاعات التي يصعب فيها القضاء على الانبعاثات تماماً، ويصل التقييم المتوقع لعام 2030، بين 12.9 ملياراً و18 مليار دولار.
ولعل المبادرات الحكومية والسياسات الداعمة، مثل الإعفاءات الضريبية لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، حافز رئيس يمكّن من تحقيق أهداف الحياد الكربوني، فالسعي العالمي لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 يُشجع على الاستثمار في تقنيات احتجاز الكربون.
إن تطلعات القيادة الرشيدة، وخطط التنمية المستدامة، والمساعي الحثيثة لتنويع الاقتصاد وبنائه لتصبح المعرفة ركيزة المستقبل ضمن رؤية المئوية، تعزز من أهمية مثل هذه التقنية في بناء اقتصاد المستقبل القائم المعرفة وتنويع مصادر الطاقة، حيث تستمر الطاقة الأحفورية والكربون كأحد مصادر طاقة المستقبل الاستراتيجية بالتكامل مع الطاقة المتجددة. كما أن التقديرات المتفائلة المتعلقة بوظائف المستقبل في الدولة تفترض بناء معرفة تخصصية بمثل هذا النوع من التقنيات. فالوظائف الخضراء في الدولة، ستتجاوز فرصها الـ200 ألف وظيفة، ما يجعل الدولة منصة عالمية لتوفير مثل هذه المعرفة والتقنيات لدول العالم.. وللحديث بقية.
*مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.