دبي.. مدينة لا تنام لأنها تعيش الحلم دائماً
دبي ليست مدينة تسابق الزمن، بل هي التي جعلت الزمن يسابقها. هنا لا تُقاس الأيام بعدد الساعات، بل بعدد الأحلام التي تحققت، والمشروعات التي تحولت إلى واقع. في دبي الحلم ليس ترفاً ولا شعاراً، بل أسلوب حياة، وركيزة لرؤية قيادة آمنت بأن المستقبل يُصنع ولا يُنتظر.
من صحراء كانت أمس سكوناً، نشأت مدينة باتت اليوم رمزاً عالمياً للتنمية والتفوق. ناطحات السحاب التي تخترق الغيوم ليست مجرد هندسة معمارية، بل ترجمة لطموح يعلو فوق الحدود. وفي كل ركن من هذه المدينة، حكاية نجاح وجرأة على التفكير المختلف، حيث المستحيل يُعامل كمشروع قيد التنفيذ.
اقتصادياً، أصبحت دبي نموذجاً يُدرّس في العالم العربي والعالمي على حد سواء. فقد نجحت في بناء اقتصاد متنوع يعتمد على الإبداع والمعرفة والتقنية. واليوم تُمثّل قطاعات الخدمات والسياحة والتجارة والتكنولوجيا أكثر من 80% من ناتجها المحلي، وفقاً لبيانات رسمية، في تأكيد على عمق التحول الاقتصادي الذي قادها إلى تحقيق نمو مستدام تجاوز 3% في عام 2024، ثم ارتفع إلى نحو 4.7% في الربع الثاني من عام 2025، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي للإمارة نحو 122 مليار درهم، ما يعكس مرونتها وقدرتها على التجدّد في ظل التحديات العالمية.
ولا تتوقف دبي عند حدود النجاح، بل تُعيد تعريفه كل يوم. رؤيتها الاقتصادية حتى عام 2033 تستهدف مضاعفة حجم الاقتصاد، وجعلها ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم. ولتحقيق ذلك تُطلق الإمارة مبادرات متواصلة في الذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الأخضر، واستقطاب المواهب، وتحفيز ريادة الأعمال، لتبقى مركزاً عالمياً للابتكار والفرص.
وما يميز دبي حقاً هو قدرتها على الجمع بين الطموح الاقتصادي والإنساني، فهي لا ترى في النمو مجرد أرقام، بل حياة أفضل للناس. تُصمم بيئة تجعل السعادة وجودة الحياة جزءاً من التنمية، وتربط بين ازدهار الأعمال وازدهار الإنسان، في نموذج متوازن بين العطاء والإنجاز. وفي كل خطوة، تواصل دبي كتابة فصل جديد من قصتها الملهمة التي تُثبت أن الريادة ليست هدفاً مؤقتاً، بل أسلوب تفكير دائم.
في دبي الحلم لا يُروى، بل يُعاش. الناس هنا لا ينتظرون الغد ليبدؤوا، لأنهم يعيشون المستقبل منذ الآن. إنها مدينة لا تنام لأنها تعيش الحلم دائماً، مدينة تؤمن بأن الطموح لا نهاية له، وأن القيادة التي تُلهِم شعبها قادرة على تحويل كل فكرة إلى واقع، وكل رؤية إلى إنجاز.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.