من الضروري أن تكون دبلوماسياً
في هذا الأسبوع، أقصد بالدبلوماسية فنّ التعامل اليومي مع الناس، وليس التمثيل الرسمي أو غير الرسمي، تكملةً لمقال الأسبوع الماضي عن التمثيل غير المباشر للدولة حين نسافر ونخالط العالم في حياتنا العادية، كل كلمة وسلوك يتركان أثراً، لذلك تصبح الدبلوماسية مهارةً للحياة قبل أن تكون صفة وظيفية.
أهم قاعدةٍ تعلّمتها وأوصي بها: ضع عسلاً على لسانك قبل أن تتحدّث.. الكلمة الطيبة والابتسامة صدقة، وهما الانطباع الأول في أي علاقة مهنية أو شخصية، وأخصّ هنا واجهة المؤسسة.. فريق الاستقبال، تبسّم في وجه من يزورك، واحرص مهما كانت ظروفك على أن تكون في صورةٍ لائقة، وإن لم تستطع فلا بأس، بيّن للناس ظروفك بشكل مهذّب.. قل لهم: أمرّ بظرفٍ صعب اليوم، أعتذر إن بدا وجهي عابساً؛ فالصراحة المهذّبة تُخفّف التوتّر وتحفظ الاحترام، احترامك، واحترام المؤسسة، واحترام مديرك.
قاعدةٌ أخرى: التواضع في العمل، احمل حقيبةَ مَن يعلوك علماً، كما علّمني والدي رحمه الله، فهو تواضع وأدب ليس بنفاق أو مجاملة، بل تهذيب للنفس على التعلّم والعمل، تواضعك لا يُنقص قدرك؛ بل يرفعه، اليوم تحمل الحقيبة شكليّاً، وغداً تحمل المعرفة ذاتها مضموناً.
وللدبلوماسية اليومية أدواتٌ بسيطة وفاعلة: استمع قبل أن تتكلّم، وافصل الشخص عن المشكلة، وابدأ عباراتك بما يدلّ على التفهّم: أتفهّم، أقدّر، لنتّفق على.. تجنّب لغة التهديد، وتمسّك بوضوح الطلبات والمواعيد. وإذا أخطأت فبادر بالاعتذار دون إطالة، ثم اقترح تصحيحاً محدّداً.
خلاصة القول: الدبلوماسية ليست ترفاً سلوكيّاً، بل كفاءة اجتماعية وسمة أخلاقية تصنع الثقة، وتقي من صداماتٍ لا لزوم لها، وتُحسّن صورة الفرد ومؤسسته ومجتمعه، حين يطابق حسن قولنا عملنا، نُمثّل أنفسنا خير تمثيل... ونُمثّل بذلك جهتنا أيضاً
عضو سابق في المجلس الوطني الاتحادي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.