مؤتمر الفجيرة للتعدين (2)

فيصل محمد الشمري

إن مفهوم التعدين الاستراتيجي يتعلق باستخراج المعادن التي تُعدّ أساسية للمصالح الاقتصادية أو الأمنية الوطنية، مثل تلك المستخدمة في التطبيقات التكنولوجية المتقدمة، أو الدفاع، أو الطاقة. وفي الأغلب تتطلب إمدادات المعادن الحرجة، تطوير مبادرات استراتيجية، لضمان إمدادات مستقرة، نظراً إلى تركز بعضها جغرافياً أو ندرتها وصعوبة استخراجها.

لقد ارتبطت صناعة التعدين بالأمن الوطني، وتعزيز صناعات المستقبل، كبوابة للنمو والتطور، ليكون تطوير الاستراتيجيات الوطنية ممكناً حيوياً، لتحقيق طموح والدنا المؤسس، ويمكن تطوير مبادرات التعدين الاستراتيجي لتعزيز جاهزية المستقبل، عبر:

1- رفع الإنتاج المحلي: تشجيع حكومي وتمويل التنقيب والتعدين لتقليل الاعتماد على المصادر الأجنبية.

2- تخزين المعادن الاستراتيجية لتوفير احتياطي في حال انقطاع الإمدادات.

3- إعادة التدوير والابتكار عبر تطوير أساليب جديدة لإعادة تدوير المعادن الاستراتيجية من المنتجات الحالية، مثل المحفزات المستهلكة والإلكترونيات، إضافة إلى إيجاد بدائل وعمليات استخراج أكثر كفاءة.

ما الذي يجعل المعدن استراتيجياً؟

1- أهميته الاقتصادية، حيث يُعدّ المعدن بالغ الأهمية لاقتصاد الدولة أو قطاع مُحدد، ومن أمثلة ذلك العناصر الأرضية النادرة اللازمة للإلكترونيات الحديثة.

2- الأمن الوطني: يُعدّ المعدن ضرورياً للصناعات الدفاعية أو البنية التحتية.

3- مخاطر سلسلة التوريد: يتركز إمداد المعدن في عدد قليل من الدول، حيث قد تؤثر السياسة والأحداث الجيوسياسية في توافره.

4- الأهمية التقنية: يتمتع المعدن بخصائص فريدة تُعدّ حيوية للتقنيات الناشئة والمتطورة، ومن أمثلة العناصر الأرضية النادرة، معادن مجموعة البلاتين، ومواد مثل (التنغستن والكوبالت والإنديوم). ويأتي النهج الاستراتيجي للتعدين لتمكين الصناعة عبر التخطيط الاستراتيجي والاستشارات والتدريب، وقيادة المشاريع والخبرات، وتوفير حلول تُحسّن الكفاءة وتقلل المخاطر وتحقق أهداف العملاء، لتحقيق نتائج فاعلة من حيث الكُلفة والجودة مع الالتزام بمعايير عالية للمسؤولية البيئية والسلامة، وكذلك الجانب المجتمعي مقروناً بأعلى معايير الحوكمة وتطبيق الممارسات التعدينية المستدامة العالمية.. وللحديث بقية.

*مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.

 

تويتر