الطريق الصعب
اختار كوزمين الطريق الصعب لمنتخبنا الوطني، بعد عدم نجاحه في إدارة المباراة الأخيرة أمام قطر التي دخلها بفرصتين، مما حول الأبيض إلى مسار جديد يحتاج إلى عمل مضاعف سعياً للوصول إلى كأس العالم 2026.
والآن يتوجب على المنتخب تجاوز العراق أولاً، عندما يخوض مباراتين في منتصف الشهر الجاري بأبوظبي، وأخرى في البصرة، ويجب أن يعي الجهاز الفني أن التجربة هذه المرة مختلفة تماماً وأصعب بكثير، لأنه يجب علينا أن نحسم المباراة الأولى بنتيجة مريحة حتى لا تكون الضغوط علينا أكثر في الإياب.
وبمناسبة الضغوط، علينا أن نعترف بأن الأبيض لا يجيد اللعب تحت الضغط إطلاقاً، لأنه عندما تأتي اللحظة الحاسمة، ورغم أن الأفضلية تكون في مصلحتنا إلا أن كل شيء ينهار، ولاحظنا ذلك منذ كأس آسيا 2015، وأعتقد أن الأمر مرتبط بالتجهيز الذهني للاعبين والعمل الإداري، إضافة إلى عدم ضبط الجانب الإعلامي بالنسبة لمختلف وسائل الإعلام لدينا.
هناك اختلاف تام بين الدعم الإعلامي والاحتفال قبل المباراة، وهذا ما لاحظناه في التصفيات الأخيرة، إذ كان التفاؤل مفرطاً، وكل من يتابع الوضع قبل المباراة الأخيرة يشعر بأن بلوغ المونديال مسألة وقت ليس إلا، وهو ما وضع الشارع الرياضي في صدمة بعد توجهنا إلى مسار جديد وملحق أصعب، وبحاجة إلى نفَس طويل.
لاشك في أن المنتخب يملك الآن الأدوات التي تمكّنه من المنافسة على التأهل إلى المونديال، حتى وإن سلك الطريق الطويل، لكن المشكلة الرئيسة تتمثل في أن الفريق عانى مسألة الاستقرار في الفترة الماضية، ولم يكن قد وصل إلى الانسجام المطلوب بين المجموعة لكثرة الأسماء التي دخلت إلى القائمة، وأعتقد أن الوضع الحالي يجب أن يكون أفضل.
إضافة إلى أن اختيار الروماني كوزمين كان خياراً مثالياً لبعضهم، لكنه في الحقيقة ليست لديه الخبرة على مستوى المنتخبات، وهو ما أثر في حظوظنا في التصفيات الأخيرة، ولا يفيد الآن البكاء على اللبن المسكوب، ونعلم جميعاً أنه يجب أن ندعم المنتخب في المرحلة المقبلة، وأن يقاتل على فرصة التأهل إلى آخر رمق، لكن كوزمين ليس مدرب مشروع، بل مرحلة.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.