مؤتمر الفجيرة الدولي العاشر للتعدين
اختتمت قبل أيام الدورة العاشرة لمؤتمر الفجيرة الدولي للتعدين، التي عُقدت تحت شعار «الموارد المعدنية من أجل مجتمع مستدام». وجاء تنظيم هذا المؤتمر والفعالية الدولية بجهود مشكورة من مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية، وبشراكات استراتيجية، تضمنت وزارة الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات، وتأتي مثل هذه الفعاليات لترسيخ مسيرة تنويع الاقتصاد، وتعزيز جاهزية المستقبل، ونقل وبناء المعرفة، وتطوير مسيرة تطبيقات الثورة الصناعية الخامسة، وتعزيز فرص وظائف المستقبل لأجيال الغد.
كما أن شعار المؤتمر لهذه الدورة يعكس الاهتمام المتزايد والنضج المؤسسي المدرك لأهمية الاستدامة في حياتنا اليوم. وشهدت الدورة العاشرة من المؤتمر استقطاب مشاركة واسعة من أكثر من 57 دولة، وشملت أكثر من 61 متحدثاً وخبيراً، ومشاركة ما يزيد على 1600 جهة ومؤسسة محلية وإقليمية وعالمية حكومية وخاصة.
إن صناعة التعدين أصبحت صناعة مرتبطة بالأمن الوطني، وتعزيز صناعات المستقبل، وبوابة للنمو والتطور، حيث يدرك المتابع القيود التي تم وضعها على تصدير المعادن الحرجة من قبل الصين لدول تقود صناعة السيارات وصناعات المستقبل، كأداة ضغط جبارة قلّصت هامش الفروقات بين القوة الناعمة والقوة الجبرية. ومن المتوقع أن ترضخ دول عديدة، وتبدأ بإفصاح قد يفشي أسراراً صناعية اقتصادية حساسة، لا تقتصر فقط على سلاسل الإمداد، بل تتطرق إلى سبل معالجة المواد وتحويلها، وهيكلية استخداماتها، وطبيعة تطبيقاتها في صناعات مركّبة، لا يقتصر دورها على دعم الاقتصاد الوطني وتنمية المجتمعات، بل يندرج ضمن صناعات مستقبلية، وأخرى تمس الأمن العالمي، ذات طابع مزدوج.
إن تطوير الاستراتيجيات الوطنية المنبثقة عن مثل هذه المؤتمرات الحيوية، لتشمل أبعاد تطبيقات واستخدامات المعادن الحيوية والاستراتيجية ومعادن المستقبل، يعزز تحقيق الرؤى الطموحة للقيادة، ويسهم في الارتقاء بصناعة التعدين إلى مستويات عالمية. كما أن تعزيز الإنتاجية وجودة المنتجات وتطوير الصناعات التحويلية ضمن منظومة فنية وإدارية متكاملة، سيسهم في تحقيق الرخاء لأجيال قادمة. ولعل تبنّي وتعزيز ثقافة التميز والريادة، وتعزيز ثقافة الإبداع والابتكار، قد يسهمان في تعزيز قدرات وطنية وأبحاث علمية تطبيقية بشأن التعدين في أعماق البحار، أو في الكواكب المجاورة كركيزة مستقبلية لاستدامة الحياة والنمو، فالجنس البشري لم يعد يحلم بحياة تنتقل عبر المجرات، بل أضحى يعمل من أجلها ويخطط لها.
إن طموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والدنا المؤسس، الذي تمر علينا هذه الأيام ذكرى وفاته، من الحري بنا أن نسعى للمساهمة الحثيثة في تحقيقه، دعماً لرؤى قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ففرص تطبيقات وطموح الفضاء لا تقتصر فقط على إرسال رائد للفضاء أو مسبار الأمل، بل تشمل خططاً طموحة وصناعات مستقبلية تعزز بصمة الإمارات الإنسانية، وترسّخ مكانتها كمنارة إشعاع حضاري بين الأمم.
*مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.