سالم عبدالرحمن.. حين يكتب أبناء الإمارات التاريخ من جديد

في رقعة الشطرنج، حيث لا مكان للصدفة، وحيث تُقاس القوة بالحركة الدقيقة والتفكير العميق، أطل علينا البطل الإماراتي سالم عبدالرحمن بإنجاز استثنائي، حين هزم المصنف الأول عالمياً، النرويجي ماغنوس كارلسن، في بطولة Titled Tuesday الدولية، لم يكن هذا الفوز مجرد نقطة في سجل المنافسات، بل كان إعلاناً صريحاً بأن أبناء الإمارات قادرون على الوقوف في الصفوف الأولى من النخبة العالمية.

سالم عبدالرحمن الذي أدخل الفرح للإمارات وقيادتها، يؤكد بإنجازه أنه حمل طموح بلده في الصدارة بمسؤولية وروح وطنية، كما أثبت أن الشطرنج ليس مجرد لعبة، بل ساحة يتجلى فيها الذكاء، والصبر، والروح القتالية الراقية. إن انتصاره على كارلسن لم يكن وليد لحظة، بل ثمرة سنوات من التدريب، والإيمان، والدعم الذي توفره الإمارات لأبنائها في مختلف المجالات.

وفي خضم هذا الإنجاز، لا يسعنا إلا أن نستحضر اسم أول من فتح الباب لهذا المجد، سعيد أحمد سعيد، أول إماراتي يحقق بطولة عالمية في الشطرنج، حين توّج بطلاً للعالم تحت سن 14 عاماً في المكسيك عام 1979، كان سعيد حينها نجماً في عمر الزهور، رفع اسم الإمارات عالياً، وأثبت أن الطموح لا يعرف حدوداً، وأن الوطن قادر على إنجاب الأبطال في كل زمان ومكان، وفي كل المجالات، مادام ذلك الطموح وقوده حب الوطن. كل ما أتمناه من الجيل الحالي أن يتعلم الدروس من كل تضحيات وإنجازات الأجيال السابقة طوال الخمسين سنة الماضية.

الإمارات، كما عهدناها، لا تنسى أبناءها، فهي تحتفي بإنجازات الماضي، وتكرّم رموزه، وتواصل البناء على إرثهم، من سعيد أحمد سعيد إلى سالم عبدالرحمن، تتجدد الحكاية، وتُكتب فصول جديدة من المجد، عنوانها الوفاء، والتميز، والريادة، ففي الإمارات، لا يُنسى من صنع المجد، ولا يُغفل من يواصل المسير، هكذا تُكتب البطولات، وهكذا تُصنع الأمم العظيمة.

* مؤسس سهيل للحلول الذكية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.

الأكثر مشاركة