تمكين أصحاب الهمم في عصر «جيتكس»

حين تلتقي التقنية بالرحمة، يولد مستقبل لا يُقصي أحداً. في عالم تتسارع فيه الخوارزميات، وتتشكل فيه القرارات عبر الذكاء الاصطناعي، يبرز سؤال تربوي وإنساني: كيف نجعل هذه الثورة الرقمية جسراً لا حاجزاً، في ظل هذا يبرز الذكاء الاصطناعي كأداة قادرة على إعادة تشكيل ملامح التعليم، لاسيما في مجال دعم وتمكين أصحاب الهمم.

ما شاهدناه في معرض جيتكس لم يكن فقط عرضاً لأجهزة ذكية وشاشات لامعة، بل كان كاشفاً عن نوايا أعمق، وهي كيف يمكن للتكنولوجيا أن تُنصت لمن لا يسمع، وأن تُرشد من لا يرى، وأن تُعلّم من يحتاج أسلوباً مختلفاً؟

هنا، لا يكون الذكاء الاصطناعي مجرد أداة، بل شريكاً تربوياً في رحلة تمكين أصحاب الهمم.

لقد أسهم الذكاء الاصطناعي في تطوير حلول تعليمية متقدمة تراعي احتياجات أصحاب الهمم، مثل أنظمة تحويل النص إلى كلام للمكفوفين، وتقنيات التعرف إلى الإشارات للصم، إضافة إلى أدوات التعلّم التكيفي التي تراعي الفروق الفردية، وتوفر محتوى مخصصاً لكل متعلم.

هذه التقنيات لا تقتصر على تسهيل الوصول إلى المعرفة، بل تعزز من استقلالية المتعلم وتقديره لذاته.

كما أن استخدام الروبوتات التعليمية والمساعدات الذكية في الفصول الدراسية الخاصة قد أحدث نقلة نوعية في طرق التدريس والتفاعل، حيث يمكن لهذه الأدوات أن تقدم الدعم الفوري، وتوفر بيئة تعليمية محفزة وآمنة.

ومن خلال تحليل البيانات، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدد نقاط القوة والضعف لدى المتعلم، ما يساعد المعلمين على تصميم خطط تعليمية أكثر فاعلية.

تجدر الإشارة إلى أن دولة الإمارات، من خلال مبادراتها الرائدة، أولت اهتماماً كبيراً بدمج أصحاب الهمم في المجتمع الرقمي، وجعلت من الذكاء الاصطناعي وسيلة لتحقيق العدالة التعليمية.

ويُعد معرض جيتكس فرصة مثالية لعرض هذه الإنجازات، وتبادل الخبرات مع مؤسسات دولية تسعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في التعليم.

وما يؤكد ذلك، ما عُرض أخيراً في معرض جيتكس 2025، من تقنيات مبتكرة تهدف إلى دعم أصحاب الهمم وتعزيز استقلاليتهم، وتؤكد أن الإمارات تسير بخطى ثابتة نحو دمج التكنولوجيا في خدمة الإنسان، خصوصاً الفئات الأكثر احتياجاً للدعم، وتضمن لكل فرد حقه في التعلم والنمو.

جامعة الإمارات العربية المتحدة

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.

 

الأكثر مشاركة