العصف الذهني المجتمعي
في كتابه الملهم، يقدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، رؤية عملية ودعوة متجددة للعصف الذهني الجمعي والعمل بروح الفريق كأسلوب لبناء مؤسسات قادرة على الابتكار والتكيّف، ترتكز الفكرة على تحويل الطاقة الجماعية إلى إنجاز ونجاح مؤسسي، عبر خلق مساحات مشتركة تتيح لكل فرد أن يشارك بفكره، بغض النظر عن موقعه الاجتماعي أو المؤسسي، «أنا أفكر إذن أنا موجود» فهل أنت موجود؟
الكتاب يستمد جوهر حكمته من المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، حيث تجلّت قيم الانفتاح على الناس، والإنصات لكل وجهات النظر، من هذه المدرسة تعلم سموه أن الحكمة لا تأتي من منصب واحد، بل من تلاقي تجارب الجميع، وأن القيادة الحقيقية تُقاس بقدرة القائد على تحويل الأفكار إلى سياسات قابلة للتنفيذ.
العصف الذهني المجتمعي، كما يقدمه الكتاب، ليس نشاطاً عرضياً، بل منهج متواصل يربط بين القطاع العام والخاص والقطاع الثالث، يعدّ سموه الروح الإيجابية هي الوقود الذي يحفز الناس على المبادرة، وأن الفرص الحقيقية تظهر عندما تُعطى الأفكار الصغيرة فرصة للانطلاق، يقدم الكتاب إشارات عملية لتشجيع الشباب على المشاركة في المنصات الرقمية، والمبادرات المجتمعية، والبرامج التعليمية التي تبني مهارات التفكير النقدي والابتكاري لدى الشباب.
الرسالة الأبرز هي أن احترام الآراء المتنوعة، والمبادرة بعدم الخوف من الفشل، يصنعان بيئة خصبة للنهضة، ما يؤكد أن التغيير الجماعي يتطلب شجاعة مؤسساتية تترجم الأفكار إلى مشاريع وخطط تقيس أثرها وتطورها باستمرار.
إن خلاصة ما تعلمته من حكمة سموه في كتاب «علمتني الحياة» هي أن يد الله مع الجماعة، إذا كان بناء الأوطان هو الغاية الأسمى، وأن العصف الذهني المجتمعي ليس رفاهية فكرية، بل ضرورة مؤسسية ووطنية، وهو طريق لتكريس حكم رشيد ينشأ من الناس ويعود إليهم بخدمات أفضل، وبروح إيجابية تلهم الأجيال المقبلة، وتصنع دولاً تتكاتف لصنع حضارة حقيقية، كلمة السر فيها الإنسان.
* مؤسس سهيل للحلول الذكية
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.