التقييم العقاري.. بوابة الاستثمار الآمن

«بدون تقييم عقاري صحيح، يصبح الاستثمار في قطاع العقارات مغامرة، وبالتقييم تبيع وتشتري العقار وأنت مطمئن»، هذه كانت نصيحتي أخيراً للراغبين في شراء وحدة سكنية في دبي.

ففي سوق العقارات المزدهر بدبي، حيث تتقاطع سياسات جاذبة للمستثمرين مع ديناميكية طلب متغيرة، يصبح تقييم العقار قبل الشراء أداة حاسمة للتحوّل من مخاطرة عشوائية إلى قرار محسوب.

والتقييم هنا ليس روتيناً إدارياً أو تحصيل حاصل، بل دفاع استثماري يُحدّد القيمة الحقيقية للعقار، ويكشف عن مخاطر خفية قد تُكلّف المشتري مبالغ ضخمة لاحقاً.

أولاً: يبدأ التقييم من الموقع: قرب المشروع من محطات «المترو» والمدارس والمستشفيات والبنية التحتية، يُترجم مباشرة إلى قدرة الإيجار وإمكانية الزيادة السعرية.

ثانياً: المقارنة السوقية تربط السعر المطروح بعينات فعلية من مبيعات وإيجارات في المنطقة، ما يوفر معياراً موضوعياً لقياس العرض.

ثالثاً: التثبت من سمعة المطور وسجل التسليمات وجودة التشطيبات يحمي من مفاجآت التأخير، أو انخفاض مستوى التشطيب.

ولا يغفل التقييم الجوانب القانونية من حيث التأكد من شهادة الملكية، أو خلوّ العقار من أي ديون ورهون، ومطابقة المواصفات البلدية.

كما أن حساب العائد المتوقع يُوضّح جاذبية الاستثمار. مثال بسيط: عقار بمليون درهم يوفّر إيجاراً سنوياً بقيمة 80 ألف درهم يحقق عائداً 8%، وهو مؤشر مهم للمقارنة مع بدائل الاستثمار.

من الضروري أيضاً إدراج رسوم الصيانة والخدمات السنوية ضمن الحسابات، لأنها تُقلّص العائد الفعلي. ولا تغني المقارنات عن رأي المقيّم العقاري المعتمد من دائرة الأراضي والأملاك، خصوصاً عند التفاوض أو التقديم لتمويل بنكي، وهناك أدوات مثل تطبيق «دبي ريست»، ومنصات السوق، توفر معلومات أولية، لكنها لا تغني عن تقييم مهني مستقل.

وإلى ذلك، فإن الشراء بلا تقييم دقيق قد يُحوّل فرصة استثمارية إلى خسارة مستمرة.

بالتقييم الصحيح تشتري بثقة، وتبيع بطمأنينة، وتُخطط لاستثمار طويل المدى، مبني على أرقام وحقائق لا على انطباعات وقتية.

*رئيس مجلس إدارة «شركة دبليو كابيتال للوساطة العقارية»

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.

 

الأكثر مشاركة