تباين المستويات وتنوع الأساليب

بعد انطلاق قطار دورينا، بدأت ملامح المشهد العام تتضح شيئاً فشيئاً، حيث خرجت المواجهات الماضية بمؤشرات عكست تباين المستويات، وتنوع الأساليب بين الفرق المتنافسة، لتكون انطلاقة قوية مع تنافس أضفى طابعاً من الإثارة والتشويق الملحوظ.

ومما لاشك فيه، أن المشاهدات حملت معها العديد من الملاحظات التي كان من بينها نزعة دفاعية طاغية، حافظ بها بعضهم على توازنه وشباكه لأكثر من جولة، مترجماً بذلك الانضباط وفاعليته التي عكست عملاً مُنظماً، ومبرهناً أيضاً على أن الدفاع المتماسك سيكون عاملاً حاسماً في صراع النقاط الطويل. كما ظهر الآخر بقدرات هجومية لافتة، إذ تمكن من مواصلة النتائج الإيجابية وتجنب العثرات المفاجئة، كاشفاً عن جاهزية ورغبة جادة في لعب أدوار متقدمة ومؤثرة في صراع اللقب. بينما لم تخلُ تلك الجولات أيضاً من انعطافات اضطرارية سقط فيها بعضهم، بعد أن كان مرشحاً للظهور بصورة أفضل، وهو ما فرض المراجعة وترتيب الأوراق مبكراً، بما يضمن له البقاء في محيط المنافسة على شتى المراكز وتحت سقفٍ مفتوح من الاحتمالات. ولعل المواجهات الماضية أظهرت أيضاً تنوعاً بين التحفظ والارتداد السريع، والطابع الهجومي المفتوح الذي كان ممتعاً بالفرص والأهداف الحاضرة، فهو تنوع قد يمنح المنافسة بالدوري نكهة خاصة، ويجعل كل جولة محط انتظارٍ وترقب. وفي المقابل برزت الصافرة الأجنبية في العديد من المواجهات وعلى غير العادة مقارنة بالمواسم السابقة، حيث يراها المراقبون أنها خطوة تعكس رغبة المنظمين في تعزيز الحياد وتقليل الجدل التحكيمي، كون وجود الحكم الأجنبي قد يُضفى طمأنة وحزم على بعض اللقاءات، مثلما أنه سيسهم في رفع مستوى الأداء التحكيمي، ويمنح الحكم المحلي مساحة أكبر لتطوير ذاته بعيداً عن الضغوط المباشرة.

ومع تتابع المواجهات، من المؤكد ارتفاع حرارة وسخونة المشهد، حيث سيبدأ السجال الحقيقي بين الطامحين للصدارة والهاربين من القاع، وستظهر مدى طاقتهم وصمودهم في مواجهة الضغوطـ والشحن المتزايد، فالثبات سيكون كلمة السر هنا، وهو ما سيحدد متانة وصلابة الموقف، لكن الجماهير تدرك أن الصلابة وحدها لا تكفي، كونها تبحث عن اللمسات الساحرة، وعن اللحظات التي تقلب الموازين في ثانية، إذ ترى في كل مباراة قصة تُروى ودراما تُعاش، لذا فإن المنافسات ستكون على موعد مع متقلبات ومتغيرات كثيرة، لكن بينها رحلة طويلة، لا مكان فيها للنوم على وسادة النقاط.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

 

الأكثر مشاركة