صيف عقارات دبي بلا تصحيح أو هدوء
تشير إحصاءات دائرة الأراضي والأملاك في دبي، إلى تسجيل أكثر من 49 ألف صفقة بيع عقارية في دبي، بقيمة جاوزت 168 مليار درهم منذ بداية يونيو حتى أواخر أغسطس 2025، مقارنة بـ143 مليار درهم في صيف عام 2024.
انتقلت الأسعار من متوسط سعر 1400 درهم للقدم المربعة في صيف 2024 إلى متوسط سعر يتجاوز 1600 درهم للقدم المربعة في صيف 2025!
أسعار الإيجارات هي الأخرى سجلت ارتفاعاً جاوز 15% في بعض المناطق، فيما سجلت السوق طرح مشاريع جديدة وتسليم وحدات جديدة، ما يعني أن من المفترض أن يكون هناك هدوء أو تراجع في الأسعار، لكن ذلك لم يحدث.
ما كان متوقعاً في الربع الثاني من العام الجاري حول تصحيح سعري مرتقب، وتراجع في الأسعار لم يحدث، بل بالعكس، أسعار العقارات مستمرة في الارتفاع بنسبة تفوق 16% على أساس سنوي، وبين 1 و2% على أساس شهري. ومن جهة أخرى، فإن التوقعات المتعلقة بخفض أسعار الفائدة التي كانت مرتقبة بداية 2025 حول التراجع المرجح خلال النصف الثاني من العام لم تحدث حتى الآن، وما حدث هو التثبيت فقط، ما يوضح أن السوق لم تعرف الهدوء حتى في موسم الصيف الذي كان يسجل عادة هدوءاً وتراجعاً في الطلب ومنه إلى الأسعار.
خلاصة القول إنه لا تصحيح ولا تراجع ولا هدوء في سوق عقارات دبي خلال صيف 2025، وهذا تأكيد على أن سوق عقارات دبي لم تعد مجرد سوق عقارية عادية، بل منظومة مرنة تمتلك قدرة عالية على امتصاص الصدمات، وتغيير التوقعات لمفاجأة المتابعين. ومن هنا، قد يكون من الخطأ الاستمرار في إسقاط النظريات التقليدية على واقع مختلف، لأن الكثير من المستثمرين والمتابعين بنوا استراتيجياتهم على فرضية أن السوق ستأخذ «هدنة» في الصيف، وأن الأسعار ستتراجع، لكن ما حدث العكس، لتستمر الكلفة الاستثمارية في الارتفاع على كل من جلس ساكناً، ينتظر توقف قطار الأسعار.
ما يدعم سوق دبي حالياً هو قوة تنوع الطلب، فالقطاع لم يعد يعتمد على مستثمر محلي أو إقليمي فحسب، بل تحول إلى قطاع عالمي مفتوح، يُضخ فيه رأس المال من مختلف الجنسيات، وأصبح نموذجاً عقارياً متكاملاً، يرتبط بجودة الحياة، والبنية التحتية، والرؤية الحكومية، والمنظومة التشريعية الشفافة، والتوسع في مناطق جديدة، وهذه العوامل كلها كفيلة بالإطاحة بأي توقعات جديدة قد تتم حياكتها مستقبلاً، فيما يخص بالأسعار والطلب، لذا من الصعب جداً حالياً أن نتوقع حقيقة حدوث تغيير في اتجاه ما للسوق.
ismailalhammadi@
Ismail.alhammadi@alruwad.ae
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه