روبلوكس
أرسل لي ولي أمر صوراً من داخل لعبة «روبلوكس»، وسأل: هل تظنّ أن مثل هذه اللعبة مقبولة لأطفالنا ومراهقينا؟
المشهد كان مزعجاً فعلاً، لكن قبل أن أجيبه، سألته: هل تتابع ابنك؟ وهل أنت من قام بتسجيله؟ قال: طبعاً لا. وبعد التأكد، تبيّن أن ابنه سجّل وحده ووضع عمره 18 عاماً، وهو في الحقيقة 12 عاماً فقط، ليُفتح له كل شيء!
هذه المنصّة تختلف عن غيرها: اللاعب فيها لا يستهلك عالماً جاهزاً، بل يصنع البيئات والألعاب داخلها.
رأينا قبل فترة «ترند» على «تيك توك» لحفلة باسم فنان داخل «روبلوكس»، تجمّع لها آلاف المراهقين، بينما «الفنان الحقيقي» لا يعلم أن هناك من أقام حفلة باسمه. هذا وجه المنصّات المفتوحة: مساحة للابتكار.. ومساحة للفوضى أيضاً.
ولكي نكون منصفين، لـ«روبلوكس» وجهٌ مضيء؛ فهي متجر تجارب وأدوات تطوير واقتصاد داخلي في منتج واحد. تُدرّب أبناءنا على منطق البرمجة وصناعة الألعاب، وقد رأينا مخيّمات صيفية في الدولة وخارجها تشجّع الإماراتيين ليكونوا روّاداً في هذا المجال. ملايين المستخدمين يومياً، ومداخيل للمطوّرين الصغار؛ واقع لن يختفي.
سلامة الأطفال هي المعركة.
أنا لا أدعو لحجب اللعبة؛ بل إلى تقنين ذكي يحترم عقولنا، ويحمي عيالنا. اقتراحي: أن يكون الدخول عبر «الهوية الرقمية – UAE PASS»؛ نريد أمرين: التحقق من العمر الحقيقي وهوية المسجل، بما يحدّ من التحايل، ثم إلزام ولي الأمر بمسؤوليته. إن كان الابن دون 13 عاماً، تصل ولي الأمر تنبيهات الاستخدام وساعات اللعب ومحاولات الشراء، وتقفل الإعدادات برمز عائلي «وهذه الخواص موجودة في المنصة يمكن تفعيلها». أما من يتجاوز القانون داخل المنصة تحرشاً أو بيعاً ممنوعاً، فيكون تحت طائلة المساءلة.
الخلاصة: «روبلوكس» ليست لعبة أطفال فحسب؛ بل منصة اجتماعية-اقتصادية ضخمة. الحظر سهل وغير فعّال؛ الأذكى هو: UAE PASS للتحقق العمري، إضافة إلى مسؤولية ولي الأمر الملزمة، وإنفاذ قانوني للنزاهة الرقمية، هكذا نأخذ من العالمية خيرها، ونُبقي مجتمعنا محمياً بأفكاره وعاداته.
اللعب يبقى لعباً.. حين نصنع له قواعد ذكية، لا عصا غليظة.
*إعلامي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه