طوابير رقمية
قبل عامين كتبت مقالاً على صفحات «الإمارات اليوم» تحت عنوان «طوابير لا تنقطع»، حول عودة ظاهرة الطوابير الطويلة من جانب المستثمرين والمشترين إلى الواجهة، لحجز المشروعات العقارية في إمارة دبي.
والآن لم تعد الطوابير العقارية تقتصر على الاصطفاف أمام مراكز المبيعات، بل انتقلت الآن إلى الفضاء الرقمي، حيث يصطف الآلاف إلكترونياً على منصات متخصصة في انتظار فرصة للاستثمار في «عقار مُرمّز» في دبي.
وبالحماسة نفسها، تأتي الطوابير الرقمية لتدشن مرحلة جديدة من الزخم، وتُعيد تعريف الاستثمار العقاري بلغة مختلفة من خلال مشروع «الترميز العقاري» الذي أطلقته دائرة الأراضي والأملاك، لتصبح دبي أول مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعتمد منصة مرخصة للترميز العقاري، وذلك في أعقاب بيع أول مشروع عقاري مرمّز في إنجاز غير مسبوق يعزز مكانة الإمارة كمركز عالمي للابتكار العقاري.
وتصدر شهادات الملكية الرقمية (Tokenized Title Deeds)، وتُتيح التملك الجزئي العقاري بدءاً من 2000 درهم فقط، وهو ما فتح الباب أمام أكثر من 2000 مستثمر، 70% منهم يخوضون تجربة التملك العقاري للمرة الأولى، للاصطفاف رقمياً عبر منصة «بريبكو منت».
هذه الطوابير الرقمية لا تعكس فقط التحوّل التكنولوجي، بل تعبّر عن تحول ثقافي في طريقة فهم الاستثمار العقاري، واندماج السوق العقارية مع روح العصر الرقمي. وبات الحصول على حصة من عقار في دبي لا يتطلب أكثر من بضع دقائق على الهاتف الذكي، ونسخة من الهوية.
المشهد لا يخلو من الرمزية، ففي السابق كانت الطوابير دليلاً على ثقة وطلب دائمين، واليوم تؤكد الطوابير الرقمية أن هناك إقبالاً حقيقياً حتى من خارج حدود الدولة على عقارات دبي المُرمّزة.
وبينما تستعد دبي لإطلاق المرحلة الثانية من هذا المشروع في سبتمبر المقبل، تبدو ملامح سوق عقارية جديدة تتشكل، تعتمد على الابتكار، والشفافية، والوصول العادل، وتفتح الباب أمام شرائح أوسع من المجتمع.
الخلاصة أن دبي لا تكتفي بريادة العقارات التقليدية، بل تصطف اليوم في طليعة السوق الرقمية العالمية.
*رئيس مجلس إدارة «شركة دبليو كابيتال للوساطة العقارية»
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه