محمد بن راشد.. سر الإنجاز

في عالم يمتلئ بالتقارير والخطط التي قد تبقى حبراً على ورق، تبرز دبي نموذجاً فريداً لثقافة الإنجاز الفعلي، حيث تُترجم الخطط إلى واقع ملموس، والمشروعات إلى منجزات تسبق الزمن. إنها ثقافة رسّخها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي لم يجعل من الإنجاز خياراً، بل أسلوب حياة.

ما يميّز سموه ليس الرؤية الثاقبة أو الطموحات غير المحدودة فحسب، بل سرعة الإنجاز ودقته، فحين يعلن عن مشروع، لا يُترك للمصير المجهول، بل يُتابَع حتى تنفيذه على أرض الواقع. هذه السرعة ليست وليدة اللحظة، بل هي إرث تعلّمه من والده المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي أرسى قواعد بناء دبي الحديثة على أسس الانضباط والتخطيط والمثابرة، حتى في أصعب الظروف.

لقد رأينا مشروعات تُنجَز في دبي والإمارات، كان يُنظر إليها سابقاً بوصفها «مستحيلة». ومع ذلك، لم تكن «الاستحالة» يوماً عائقاً أمام القيادة، بل هي دافع للمثابرة، فالإنجاز لا يأتي من الفراغ، بل من المتابعة الدقيقة، والالتزام الشخصي، والعمل الميداني، وهو ما نشهده في الجولات الدائمة لسموه، صيفاً وشتاء في مختلف مناطق الدولة.

من أبرز الشواهد على هذه الثقافة، مشروع «قطار الاتحاد» الذي تحقق في زمن قياسي، و«برج خليفة» الذي اكتمل في أوج الأزمة المالية العالمية، وكذلك مشروع «ميناء جبل علي» الذي أنجزه الشيخ راشد في خضم ظروف إقليمية صعبة.

هذه الإنجازات لم تأتِ مصادفة، بل نتيجة قيادة واعية ترى في التحديات فرصاً لاختبار الجدارة وتحقيق التميّز. ولعل ما يعزز هذا النهج هو متابعة المسؤولين ميدانياً، من الوزراء إلى مديري المشروعات، والاهتمام بالرأي العام وسعادة الأفراد.

فثقافة الإنجاز في دبي والإمارات ليست محصورة في البنية التحتية، بل تمتد إلى الأداء الحكومي والخدمة المجتمعية، ما يعكس منظومة متكاملة تقوم على العمل والانضباط والمساءلة.

وقد لخّص رسول الله، صلى الله وعليه وسلم، هذا المعنى بقوله: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، كما قال: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه»، وهما مبدآن راسخان في منظومة العمل في دولة الإمارات، لا مجرد شعارات، بل منهج حياة يُطبَّق على أعلى المستويات.

وفي النهاية، فإن الإنجاز السريع والدقيق ليس مجرّد إنجاز فني أو هندسي، بل هو تجسيد لثقافة قيادة لا تؤمن بالتأجيل، ولا تعرف التردد، بل تملك الشجاعة والرؤية لاتخاذ القرار وتنفيذه، مهما كانت التحديات.

إنها دبي.. حيث تتحول الرؤى إلى واقع، وتُكتب قصص النجاح بلغة الإنجاز.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

الأكثر مشاركة