حق أصيل
الارتباك والحزن خيما على وجهها، إذ لم تتخيل أن تقف يوماً في محكمة أمام الرجل الذي أحبته وتزوجته.
القضية مهمة، وتتناول جانباً إنسانياً من الضروري أن يكون شفافاً وواضحاً بين الجميع، خصوصاً الأقارب والأزواج.
صاحبة القصة قالت بانكسار إنها تعاني حالة نفسية سيئة، نظراً لتراكم المطالبات المالية عليها من قبل البنوك، بسبب زوجها الذي تعثر مالياً، ولم يعد قادراً على سداد قروض ومستحقات بنكية، أو حتى الاستدانة مجدداً، نظراً لتصنيفه الائتماني السيئ، فلم يجد أمامه سواها.
طلب منها الحصول على بطاقات وقروض شخصية وتسهيلات ائتمانية من بنوك عدة، حتى يستعيد نشاطه مجدداً، ووعدها بسداد الأقساط، وعدم توريطها في أي مشكلات.
بكل نبل ساندته، ووفرت له السيولة المطلوبة، لكنه لم يلتزم كعادته، أو يتعامل بحذر مع أموال ليست له، فأهدرها مثل غيرها، وتعقّدت الأمور بينهما، فتخلى عنها، وتركها في مواجهة الدائنين بمفردها.
رغم استمرار الزواج بينهما، إلا أنها لم تجد سبيلاً سوى اللجوء إلى القضاء لمطالبته بسداد المطالبات التي ترصدت في ذمتها، وقدمت للمحكمة صورة من مراسلات بينهما عبر تطبيق «واتس أب»، يتعهد فيها بسداد الأقساط.
الزوج أنكر قطعياً ادعاء زوجته، نافياً أن يكون أجبرها أو حتى طلب منها الحصول على أي قروض، شارحاً أنه وعدها بسداد الأقساط، لكن على سبيل المساعدة ليس أكثر.
حين تستمع إلى الزوجة وهي تحكي المشكلة، لا يسعك سوى تصديقها، لكن ما تمتلكه من أدلة لا يثبت بأي حال من الأحوال صحة دعواها، فلا يوجد أي عقد بينهما، أو حتى محرر يثبت مديونيته لها، ولا يتجاوز الأمر رده عليها عبر «واتس أب» بأنه سيسدد الأقساط، وبالتالي خسرت الدعوى في أولى مراحل التقاضي.
أدرك جيداً أن هذه الأمور والمعاملات تثير حساسيات كبيرة، وربما يؤدي رفض طلب الزوج، على غرار هذه الحالة، إلى توتر العلاقات بينهما، لكن وفق ما يمر علينا من قضايا، أتمنى أن يحرص كل طرف على توثيق الدين، لأن المحكمة لا تعترف إلا بما هو أمامها من أوراق ومستندات، وإلا كان كلام المدعي مرسلاً لا دليل عليه.
وأتمنى أن يحرص الرجال على ذلك، ولو رفضت الزوجة توثيق الدين لثقتها بزوجها، إذ لا ضامن لما يحدث في المستقبل، ومن تكرم رجلها وتسانده تستحق أن تكرم وتصان.
*محكم ومستشار قانوني
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه