دار الزمان يا كوزمين
كان المدرب السابق لمنتخبنا الوطني، مهدي علي، يتعرّض لانتقادات عديدة من مختلف مدربي أندية دورينا عندما كان على رأس الجهاز الفني لـ«الأبيض»، وذلك بسبب اعتماده على التجمعات الطويلة لتجهيز المنتخب، ومن ضمن هؤلاء المنتقدين كوزمين، الذي لم تعجبه حينها مسألة إقامة معسكرات للمنتخب خلال فترة استعدادات الأندية للموسم الجديد.
على الرغم من أن مهدي علي كان يؤكد مراراً وتكراراً أن المنتخب في الصيف يقوم بتجهيز اللاعبين لموسم كامل، وأن التجمعات الطويلة والعديدة تخدم «الأبيض»، إلا أن الجميع كان ينتقده تقريباً بحجة أنه يجب تجهيز المنتخب خلال فترات التوقف الدولي التي يحددها «فيفا»، وكان من الواضح تماماً أن جميع المنتقدين بعيدون كل البعد عن ما يراه مهدي علي، وهي حقيقة أن الأندية لا تجهز اللاعبين من أجل المنتخب، ولا دورينا أيضاً.
الآن دار الزمان، وأصبح كوزمين مدرباً لمنتخبنا الوطني، وبدأ يُعيد نهج المهندس مهدي علي، إذ يخوض «الأبيض» معسكراً إعدادياً حالياً في النمسا، استعداداً للملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026، لأن تجارب السنوات الماضية أكدت لنا أن التجمعات العديدة والطويلة مفيدة أكثر لمنتخبنا، خصوصاً في الوقت الحالي، بعدما شهدت القائمة العديد من الإضافات.
لا أريد هنا إثارة الجدل، بل المغزى من المقال هو أن التجارب أثبتت لنا أن الأندية ومسابقاتنا المحلية في وادٍ آخر تماماً، لأن الجميع يعمل من أجل مصلحته، واتحاد الكرة وحده من تُلقى عليه اللائمة بحكم أنه المسؤول الأول عن «الأبيض» بطبيعة الحال، لكن الواقع كشف لنا أننا إذا أردنا منتخباً قوياً فيجب على الاتحاد أن يفرض نفسه، ويضع خططه، وتكون الأولوية دوماً لمنتخباتنا بمختلف مراحلها.
في إحدى الفترات كان اتحاد الكرة يركز كثيراً على منتخبات المراحل السنية، من معسكرات طويلة، وفترات معايشة، حتى وصل الأمر إلى أن تشارك المنتخبات في مسابقات المراحل السنية، والنتيجة كانت واضحة حينها بإنجازات عديدة ومختلفة، لكننا بعد ذلك غيرنا الاستراتيجية، بسبب قوة الأندية، وانقلب حال المنتخبات رأساً على عقب.
نأمل أن تستعيد منتخباتنا الأولوية التي كانت تمنح لها، وأن تكون الخطوة التالية هي فتح باب الاحتراف للمميزين، لأن اللاعب يتأثر بالبيئة التي يعيش فيها، وللأسف عمل أنديتنا ليس احترافياً على الإطلاق، وأفضل وأقصر طريق للنجاح هو فتح باب الاحتراف.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه