المتسوق السري.. سر تنافسية دبي

في مدينة لا تهدأ فيها عجلة الابتكار، يظهر «المتسوق السري» كأداة ذكية تسعى إلى تعزيز جودة الخدمات الحكومية، ورفع مستوى التنافسية في دبي، والأمر ليس مجرد زيارة عابرة يقوم بها شخص مجهول، بل هو نهج مؤسسي يُكرّس فكرة أن التميز لا يُنتظر، بل يُراقب ويُقوّم باستمرار، فالمتسوق السري لا يأتي للشكوى، بل يحمل معه عيناً دقيقة وأسلوباً موضوعياً لقياس تجربة المتعاملين دون تحيّز.

زيارته قد تُحدث تغييراً جذرياً في ممارسات جهة حكومية أو خاصة، وتدفعها إلى التحسين، ليس خوفاً من كشف التقصير، بل رغبة في تحقيق التميز والابتكار الذي أصبح جزءاً من هوية دبي وثقافتها الحكومية.

وبفضل هذه المبادرة، بات للموظف الحكومي حافز إضافي للتفوق، فربما يكون هو «الأفضل» غداً بناء على تقييم خفي، كما أن الجهات التي تُحقق تقييمات عالية في تقارير المتسوق السري تُصبح قدوة للآخرين، وتُدرج في تقارير السعادة والإبداع المؤسسي.

التسوق السري ليس مهمة غامضة، بل هو ثقافة مؤسسية تجعل من كل لحظة خدمة فرصة للتقييم والتحسين.

وفي مدينة تنافس نفسها وتطمح لأن تكون الأفضل عالمياً، يبدو من الطبيعي أن يُعامل كل متعامل كما لو كان هو المتسوق السري، لأن التميز لا يعرف المجاملة، بل يُولد من رحم التفاصيل.

باختصار، فإن الوصول إلى الرقم واحد الذي وضعه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، غدا دافعاً لمواجهة التحديات بطموح يتسابق مع الزمن، فيأتي برنامج «المتسوق السري» ليشكّل عنصراً محورياً في منظومة التنافسية التي تُميز دبي عن غيرها من المدن العالمية. إنه أداة ذكية لا تكشف عن نفسها، لكنها تكشف الكثير عن مستوى الخدمات، وواقع التعامل مع المتعاملين، وطموح الجهات في بلوغ القمة.

*مؤسس سهيل للحلول الذكية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

الأكثر مشاركة