الطب التنبؤي (3)
أتى تنويه المنتدى الاقتصادي العالمي بتقارير عدة، أحدثها وفقاً لـ«بلومبيرغ»، عن كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل السلم الوظيفي، واتجاهات أخرى في الوظائف والمهارات، حيث أصبحت وظائف المبتدئين في طريقها إلى الزوال، حارمة طالبي الوظيفة من بيئة تدريب أساسية عند الدخول إلى عالم العمل. فالتعامل مع «العمل الروتيني» فرصة للتطوير، مستمرة لعقود، ومع إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي للسلم الوظيفي، قد تكون نقاط الدخول المبكرة هذه معرضة للخطر بشكل متزايد. ويُمثّل الذكاء الاصطناعي أحد أهم التحديات، والفرص التي تواجه سوق العمل اليوم.
إن الفرص الكامنة ببناء مهارات تخصصية مرتبطة بالتحليلات التنبؤية للرعاية الصحية، منها ما ذكرناه بالمقال السابق، ومنها ما يرتبط بالجانب البشري (المرضى وأسرهم، أو الفريق الطبي بمستوياته كافة، من أندر التخصصات مروراً بالوظائف التمريضية والوظائف الإدارية والخدمية). وحسب كلمة بينغ شياو، رئيس مجلس إدارة كليفلاند كلينك أبوظبي: «السبيل الوحيد لتحقيق الريادة والتميّز العالمي يتطلب الجمع بين الخبرات السريرية العريقة للمستشفى والقدرات المتطوِّرة للـAI، لنتمكَّن من تقديم خدمات تشخيص مبكِّرة وعلاجات أدق ونتائج أفضل. ولا يوجد أفضل من أبوظبي لتحقيق هذه الرؤية، حيث تلتزم قيادتها الطموحة بنشر أحدث القدرات التقنية التي تُسهم في تحسين مستوى الرعاية الصحية للبشرية جمعاء».
ومن الفرص الوظيفية في هذا المجال: خبير استراتيجي في نمط الحياة، يوجه المرضى بما يتعلق ببياناتهم الصحية، فعدد الأجهزة القابلة للارتداء تجاوز المليار جهاز حتى الآن، ولسهولة الوصول إلى البيانات الصحية الفردية عبر هذه الأجهزة، سينمو الاستخدام لتزيد الحاجة إلى تولي خبير متخصص توجيه المرضى والمستخدمين لنمط الحياة الملائم، لتسهيل التعامل مع الكم الهائل من البيانات التي يجمعونها باستمرار والأجهزة التي يستخدمونها، بدءاً من أجهزة مسح الطعام، مروراً بعُصابات الرأس المخصصة للتأمل، وصولاً إلى أجهزة مراقبة تخطيط القلب، وتخصيص هذه المقاييس الصحية الفردية، لتصميم نمط حياة ونظام غذائي وبرامج تمارين رياضية مخصصة، حيث سيساعد التدريب بمجال طب نمط الحياة الناشئ المتخصصين للإسهام في إعادة تصميم الرعاية الصحية الأولية.
ومن الفرص الوظيفية في هذا المجال أيضاً خبراء الطباعة الحيوية لتصميم أعضاء اصطناعية، حيث تتم الآن طباعة الأنسجة الحيوية فقط، لكن تطوير أعضاء اصطناعية كاملة يُعدّ أمراً وارداً في المستقبل، حتى أن بعض الخبراء يعتقدون أننا سنحصل على قلب مطبوع حيوياً في حيوان خلال 12 عاماً، ومن المأمول أن تُنقذ الطباعة الحيوية حياة الآلاف، ومن الممكن تصميم الأعضاء خصيصاً لكل مريض، لتنمو الحاجة إلى خبراء الطباعة الحيوية، لتلبية احتياجات كل مريض.
وللحديث بقية..
*مستشار إداري وتحول رقمي
وخبير تميز مؤسسي معتمد
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه