الطب التنبئي (2)

فيصل محمد الشمري

وصل حجم سوق التحليلات التنبئية للرعاية الصحية العالمية إلى 18.13 مليار دولار عام 2024، فيما يتوقع أن يصل إلى 22.49 مليار دولار العام الجاري، وإلى 156.36 مليار دولار بحلول 2034. هذا الاقتصاد الناشئ سيسهم في تشكيل تغييرات جوهرية على مهن ووظائف المستقبل بمجالات الرعاية الصحية، وهناك فرص كامنة، ستعزز تنافسية الدولة ومكانتها، ومن هذه التخصصات:

1- خبير التعلم العميق (مدرب خوارزميات)، ليتعامل مع المهام الإدارية المتكررة وصولاً إلى كشف الارتباطات السريرية الخفية، فميزات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية واسعة النطاق. وتحقيق استخدام خوارزميات كفؤة لن يتم دون تطويرها بكفاءة عبر منع ودرء تدريب الذكاء الاصطناعي على بيانات طبية مملوءة بتحيزات متأصلة، وتلافي استخدام المطورين مجموعات بيانات مختارة لا تعكس تماماً البيئات السريرية الفعلية.

وهنا يأتي دور خبير التعلم العميق، فضمان التدريب المناسب للذكاء الاصطناعي الطبي (سواء كان الأمر يتعلق بطائرة طوارئ ذاتية القيادة للعثور على المسار الأمثل للوصول إلى وجهتها، أو لوضع خطط العلاج)، يجب أن يكون التعلم بإشراف خبير قادر على توجيه تطوير ونشر خوارزميات فعالة وأخلاقية، فضلاً عن الإشراف والحوكمة.

2. جراح عن بُعد: وصلت قيمة سوق الروبوتات الطبية العالمية عام 2020، إلى 5.9 مليارات دولار، ويتوقع المحللون أن تتجاوز 12.7 مليار دولار العام الجاري. ومع بدء استخدام تقنيات الجيل الخامس 5G في مجال الرعاية الصحية، سيتزايد الطلب على المتخصصين المتمرسين في الروبوتات الجراحية، وبمساعدة الروبوتات، سيتمكن الجراحون من إجراء عمليات جراحية أكثر تعقيداً، وعن بُعد.

ولصقل مهاراتهم، يمكن استخدام تقنيات مثل الواقع المعزز والافتراضي للتخطيط للعمليات الجراحية أو تعزيز مراقبة الأداء وتطوره، حيث أظهرت دراسات أن الأداء العام للجراحين المدربين على الواقع الافتراضي تحسن مقارنة بنظرائهم المدربين تقليدياً.

إن عدد خبرائنا المتخصصين في هذه التقنيات والتطبيقات الحيوية، والتي أضحت ترتبط بكل أوجه الحياة، لايزال محدوداً. ولتحقيق أقصى استفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي، وتسخير الابتكارات الرائدة، مثل التشخيص القائم على الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق والصحة الرقمية، لتحسين نتائج المرضى وترسيخ مكانة أبوظبي، مركزاً عالمياً يقود تقدُّم قطاع الرعاية الصحية، ويرتقي بمخرجات الرعاية الصحية على مستوى المنطقة والعالم، فإننا نحتاج إلى تغيير جذري لمفاهيم الطب التقليدية. ونتطلع لمزيد من النجاح والتميز والريادة العالمية، وتطوير مدى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي واستغلاله لما يخدم البشرية.. وللحديث بقية.

*مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

 

تويتر