أربعيني.. ولا أملك شيئاً!

في سن الأربعين.. لا أحد ينتظرك لتبرر، ولا يصفق لك لأنك حاولت، كل شيء حولك يسأل: ماذا أنجزت؟ وماذا تملك؟

لكن لحظة.. ماذا تملك بالضبط؟ بيتاً، رصيداً، وظيفة مرموقة؟ أم تملك القدرة على مواصلة الطريق من دون أن تنهار عند أول عثرة؟

«أربعيني... ولا أملك شيئاً»

جملة تتردد كثيراً هذه الأيام، وكأننا في سباق والكلّ يعرض ميداليته، بينما من لم يصعد المنصّة يتراجع إلى الخلف، يتوارى في ظله. لكن الحقيقة أن كثيراً ممن حولك لا يملكون كل شيء، وبعض من «يملكون»، يدفعون أثماناً أعلى بكثير مما تُدرك.

دعنا نتكلّم بوضوح: إذا كنت قد بنيت بيتاً، أو تزوجت، أو تكفّلت بعلاج والدك، أو قسطت سيارتك، فلا تقل «ما عندي شيء».

أنت لا تملك رصيداً في البنك، لكنك تملك أصلاً في الحياة، وتلك ليست ديوناً، بل استثمارات. وابتسم.. أنت لا تُسأل.

في بلد مملوء بالفرص، والأسواق، والناس الذين أتوا بحقائب خفيفة، ورجعوا بعد سنوات يحملون مشروعات، وأبناء، وقصصاً تُروى. الفرق ليس المال، بل القرار.

لست متأخراً.. لكن لا تُطِل الوقوف، في الأربعين، أنت لا تبدأ من الصفر، أنت تبدأ من تجربة مملوءة بالأخطاء، والفهم، والقرارات التي تأجلت طويلاً.

لا أقول لك إن الدنيا وردية.. لكن أقول: من عرف ما يريد، قطع نصف الطريق.

ومن تحرر من وهم «امتلاك كل شيء»، بدأ يملك شيئاً حقيقياً.

ابنِ لك بيتاً، أو مشروعاً، أو عقلاً يقرأ.

اكسر قيد الأعذار.. ولا تستبدل القيد ببطانية طمأنينة وهمية.

فأنت اليوم في سن التمييز، لا سن التقاعد.

في سن الوضوح.. لا التوهان.

واعلم أن بينك وبين أن تملك شيئاً.. خُطوة لا ينقصها المال، بل الجرأة.

*إعلامي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

الأكثر مشاركة