لنتواصل ونبقَ على الدوام أقرب
يتجلى التواصل المجتمعي والتفاعل الإيجابي في مجتمع دولة الإمارات كأحد أبهى ملامح الحياة اليومية، ليس كقيمة اجتماعية فحسب، بل كركيزة استراتيجية للحفاظ على التلاحم الوطني واستدامة الهوية الإماراتية الأصيلة.
لقد تميزت الإمارات وحرصت منذ تأسيسها على أن تبني مجتمعها على أسس من التعاون والتسامح والتواصل الحي بين أفراده.
ومن هنا، أصبحت مبادرات مثل مراكز «نبض» وأندية «بركة الدار» ليست مجرد مساحات للخدمة، بل منصات حقيقية تجمع الناس، وتحمي الأجيال، وتعزّز التقارب بين الجيران، وتقوي جسور المحبة بين كبار المواطنين والشباب، وبين الأطفال والمعلمين، وبين النساء والرجال من خلفيات متنوعة.
فالتواصل بين فئات المجتمع كافة، على اختلاف أعمارهم وخلفياتهم، هو ما يمنح هذا الوطن نسيجه الفريد.
إن التواصل بين الأجيال، هو المفتاح الذي يحفظ القيم، وينقل الحكمة، ويمنح الهوية الإماراتية جذوراً راسخة في زمن التغيير.
ومن هنا أصبحت الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة، واستراتيجية أبوظبي لجودة حياة الأسرة، تضعان هذا البعد الإنساني في الصدارة، فالتفاعل الإيجابي يعزز السلام الداخلي، ويدعم الصحة النفسية، ويقوّي الانتماء، ويُفعّل المشاركة المجتمعية التي تصنع الفرق الحقيقي في حياة الناس.
وفي عالم تتزايد فيه مظاهر العزلة والانغلاق، تظل الإمارات نموذجاً حياً لمجتمع نابض بالتواصل، تلتقي فيه المبادرات الرسمية مع المبادرات الشعبية، وتفتح فيه المجالس المختلفة أبوابها، وتتقاطع فيه المسارات اليومية عند هدف واحد: أن نبقى دائماً أقرب.
إن ترسيخ استقرار الوطن ونبضه المجتمعي لا يقوم على التطور الاقتصادي أو التقني وحسب، بل على حصانة الفكر وعمق التفاعل الإنساني بين أفراده، وعلى قدرتهم المستمرة على الحوار والتآزر، جيلاً بعد جيل. ففي ظل المتغيرات المتسارعة والتحديات المتجدّدة، يصبح التواصل المجتمعي الهادف درعاً يحمي الهوية الوطنية، ويصون منظومة القيم، ويغرس في النفوس روح الانتماء الحقيقي. إنه الضمانة لبقاء الإمارات كما كانت دوماً: وطناً قوياً بتماسكه، راسخاً بثقافته، متجدداً بأجياله.
*خبيرة شؤون تعليم ومجتمع
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه