الأثر الطيب

أحمد أميري

حين يرحل أحد رجال الإمارات الأوفياء، لا يكون مجرد خبر وفاة، بل لحظة نتأمل فيها سيرة عمر، وقصة إنسان، وملامح جيلٍ من الرجال ساهموا بصمتٍ في بناء وطن.

نترحّم عليهم، نعم.. لكننا أيضاً نتعلّم منهم.

نتأمل في إرثهم، ونُدرك أن الحياة ليست بطول العمر، بل بما يُنجزه الإنسان في هذا العمر، وأن أعظم ما يُترك بعد الرحيل الأثر الطيب.

رجال الإمارات الأوائل لم يطلبوا الأضواء، لكنّ الوطن أنصفهم في حياتهم وبعد رحيلهم، لأن ما قدّموه كان نابعاً من الإخلاص، وكان نافعاً للناس.

أسسوا، وبنوا، وساعدوا، ودعموا، وشاركوا في مسيرة التنمية منذ بداياتها، فمنهم من أسهم في بناء الاقتصاد، ومنهم من أسس مشاريع خيرية، أو مراكز طبية وتعليمية، أو كرّس حياته لخدمة المحتاجين ونشر الخير داخل الدولة وخارجها.

كانوا يؤمنون بأن ما يقدمه الإنسان في حياته هو رأس ماله الحقيقي، وأن ما يبقى بعد الرحيل هو الدعوات، والذكريات، والمواقف التي يرويها الناس بكل حب واحترام.

في الإمارات، تعلّمنا من قيادتنا الرشيدة أن الوفاء لا يموت، وأن من يخدم الوطن بصدق يُكرّمه الوطن في حياته وبعد رحيله.

وفي كل مرة يُنشر فيها نعي لأحد هؤلاء الرجال، نقرأ في كلمات قادتنا شيئاً من الحزن، وشيئاً من الفخر، وشيئاً من الدعاء الصادق لمن ترك أثراً يليق برجال الإمارات.

الأثر الطيب لا يُمحى.. هو مسجدٌ مازال يُصلي فيه الناس، أو مركزٌ طبي ينقذ الأرواح، أو صدقةٌ جارية، أو شابٌ نجح بفضل فرصة منحه إياها أحدهم في الماضي.

هؤلاء هم الذين لا يُذكر اسمهم إلا وتتبعه عبارة:

«رحم الله من كان للخير عنواناً».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر