بانتهاء عام دراسي.. نبدأ عهداً جديداً من الشكر والتطوير
مع إسدال الستار على عام دراسي حافل بالمعرفة، والإنجاز، والتحديات، نتوقف لحظة امتنان نوجه فيها تحية تقدير صادقة لكل من أسهم في رسم ملامح هذه الرحلة التعليمية.
شكراً من القلب لكل معلم ومعلمة، ولكل إداري وفني، ولكل من يقف خلف الكواليس من الطاقم المساعد في المدارس، والمختصين في تطوير المناهج، وتدريب الكوادر، وتيسير العمليات التعليمية.
شكراً للجهات الداعمة في الوزارات المختلفة من المؤسسات الصحية إلى الأمنية والمدنية وغيرها، الذين جعلوا من هذا العام تجربة تعليمية آمنة ومتوازنة.
لمن ينظر إلى العملية التعليمية من بعيد، قد تبدو وكأنها تسير بانسيابية طبيعية، وكأنها لا تحتاج سوى الحضور والشرح. لكن من يقترب منها ويدرك تفاصيلها، يعلم أنها منظومة دقيقة، تعتمد على التخطيط، والتكامل المؤسسي، والتجديد المستمر.
إنها رحلة وطنية جماعية تُدار بعقول شغوفة وقلوب مؤمنة بأن التعليم هو طريق المستقبل.
ومع نهاية العام، تبدأ المراجعة الصادقة لما تحقق، ويتجدد الحماس للتخطيط لعام قادم يحمل في طياته مزيداً من البرامج والمبادرات التي تواكب تحولات العالم الواقعي.
آن الأوان لأن تخرج عملية التعليم من جدران الصف الثابت إلى رحابة الواقع المتغيّر، وأن نربط المعارف بالممارسة، والطموح بالابتكار.
وفي قلب كل تطوير يقف المعلم والمعلمة حجر الأساس في بناء الأجيال.
لقد طرحتُ في مقالات سابقة مفهوم «الأمن التعليمي» كأحد أركان استدامة المجتمعات، وأكدت على ضرورة ضمان تدفّق الكفاءات المؤهلة إلى الميدان التربوي، والمحصّنة فكرياً، والمزودة بمهارات المستقبل.
إنها مسؤولية تتجدد مع كل عام، خاصة في ظل تنافسية المهن وسوق العمل.
ومن هنا، لا يكفي أن نشكر المعلمين، بل يجب أن ندعمهم فعلياً، وأن نوفر لهم بيئة إيجابية ومحفزة، يقودها مديرون وإداريون يدركون أن الاستثمار في الكادر التربوي هو استثمار في مستقبل الوطن.
ولأن بناء المستقبل يبدأ من مدارس اليوم، فلكم كل الامتنان والتقدير.. أنتم صُنّاع الغد.
*خبيرة شؤون تعليم ومجتمع
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه