صيف يصنع فرقاً

الدكتورة سميرة النعيمي

الإجازة الصيفية فرصة ذهبية لتجديد الروابط، وصقل المهارات، وصنع أصول من الذكريات يحتفظ بها أفراد العائلة طوال حياتهم.

ولاستثمار فترة الإجازة على نحو يحقق الغاية المنشودة منها، ولكي يكون هذا الصيف مختلفاً ومثمراً، لابد من وضع خطة عملية تُبنى بالحوار بين الجميع، استناداً إلى مبدأ المشاركة العائلية في التخطيط للمشاريع التي ينعكس أثرها على الجميع.

إن الاجتماع كعائلة لطرح الآمال والتطلعات، والتحدث عنها، هو خطوة أولية مهمة جداً، إذ يفسح فيها المجال أمام الأبناء حتى يعبروا عن اهتماماتهم، وما يتطلعون إلى تعلمه أو تجربته خلال الإجازة، لأن ذلك يمثل أداة تحفيز لهم، كما أنه يزرع فيهم حس المسؤولية، لأنه يحفزهم على الالتزام بتنفيذ الخطة.

ومن المهم، عند وضع الخطة، مراعاة التوازن والتنوع في الأنشطة بين التعلم والمتعة، بحيث تكون شاملة لكل ما يتم فيه تثبيت القيم والعادات الأصيلة، أو ما يدعم الحصيلة المعرفية والأدبية لديهم، أو ما يصقل مهاراتهم، أو ما يساعدهم على اكتساب مهارات جديدة، مثل ورش حرفية، وبرامج رياضية، ومشاريع تطوعية، ومبادرات بيئية، وغيرها من الأنشطة الإيجابية.

بهذه الطريقة يمكن للأبناء تعميق جذور هويتهم، والنظر إلى ما يحمله لهم الغد من فرص بثقة، لأن هذه النوعية من الأنشطة تفتح لهم آفاق مستقبلهم، من خلال إثارة فضولهم العلمي، أو بتشجيعهم على فتح مشاريعهم المستقبلية التي تعبر عن شخصياتهم.

ولا ينبغي أن نهمل الجانب الترفيهي لأهميته في التخفيف من ضغوط عام مضى، وشحذ الهمم لعام مقبل، فالرحلات العائلية توطد العلاقات، وهي فرصة للوالدين لملاحظة سلوكيات أبنائهم خارج الروتين المعتاد، ما يتيح لهم فرصاً أكبر للفهم، والتوجيه الهادئ، ودعم النمو النفسي والاجتماعي الصحي لأبنائهم.

إن الاستعداد المبكر للإجازة يُسهم في تنظيم الوقت، ويرفع جودة التجربة، ويمنح العائلة قدرة أكبر على تنفيذ خطة صيفية، وجعل كل لحظة فيها عبارة عن فرصة للنمو، وكل نشاط قصة تستحق أن تُروى، فالعطلة ليست نهاية عام، بل بداية لمرحلة جديدة.

*خبيرة شؤون تعليم ومجتمع

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

 

 

تويتر