مستقبل التعليم 2
سيؤثر الذكاء الاصطناعي في 40% من الوظائف بالعالم، بما يُحقق مكاسب في الإنتاجية، ويستبق معالجة مخاوف الأتمتة وفقدان الوظائف، حيث سيُقلل بالتأكيد من الميزة التنافسية للعمالة منخفضة الكلفة في الاقتصادات النامية، فنفطنا القادم لن يكون وقوداً أحفورياً ينضب، وركيزة اقتصاد المستقبل لن تقتصر على محافظتنا على مركزنا في تأمين الطاقة عالمياً عبر بدائل من الطاقة المتجددة كالهيدروجين، بل سيكون اقتصاداً معرفياً متكاملاً، نكون فيه رواد استغلال تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد، وصياغة تأثيره على الصناعات، وسبر تغيّير طريقة عملنا ومعيشتنا وتفاعلنا المستقبلية، مع إعداد رؤى إماراتية الهوية، عالمية الهوى، توجه تداعيات السياسات واستراتيجيات النجاح في عصر الأتمتة.
ولعل طرح الرئيس التنفيذي لشركة «مايكروسوفت»، بجلسة في الكونغرس الأميركي، قبل أيام، الإمارات كنموذج مثالي للتحول الرقمي الطموح، واستغلال الذكاء الاصطناعي الإيجابي لخدمة الإنسانية، وتطوير الخدمات الحكومية، وتعزيز سعادة وجودة حياة البشرية، قصة نجاح وثقتها أصداء عالمية ترغب في الأخذ بالنهج ذاته، وتستحق استدامة التطوير. ولعل ما جال بخلدي أثناء متابعة تلك الشهادة، وطرح اسم الدولة كمثال، جعلني أفتخر، لا بكوني أحد أبناء هذا الوطن المعطاء فحسب، بل أيضاً لكوني تشرفت بقيادة أحد الفرق المتميزة التي طورت بعض الخدمات المترابطة ورحلات المتعاملين التي ذكرت كنماذج إماراتية مشرفة، وحازت تقديرات وجوائز عالمية وإقليمية ومحلية.
إن الحفاظ على ريادة التميز أصعب من الوصول إليه، وقيادتنا تبتغي دائماً الرقم الصعب، الرقم (1)، فهل سيتم طرح فرص استخدام الذكاء الاصطناعي كما حصل في الاجتماعات الحكومية من قبل قيادات وزارة التربية السابقة عام 2019، بالشراكة مع جمعية الإمارات لحماية الطفل، بما أطلقنا عليه «منظومة وديمة لحماية الطفل الاستباقية»؟ فالأمر لم يقتصر فقط على ربط بيانات الهوية والإقامة وحتى الزائرين، ومطابقتها مع سجلات الأطفال المسجلين في المدارس والمستشفيات، لرصد أي طفل محروم من حقوقه التعليمية أو الخدمات الصحية، بل وحتى استخدام البيانات الذكية والضخمة لتحليل المخاطر بسرية متناهية، وتقييم الخطر وأولويات التدخل الاستباقي، خصوصاً في حال وجود تقارير إصابات للأطفال، أو بلاغات عنف أسري أو وجود مدمن للمخدرات في السجلات العائلية أو أسر مفككة أو مضطربة، دون الكشف عن هذه السجلات لكائن بشري غير مختص.
إن هذه المنظومة التي تمت دراسة تطويرها، جاءت نتاج سنوات من البحث والمقارنات والتحليل، والأخذ بأفضل الممارسات الدولية، وتوجيه مدروس لاستغلال التقنيات المتقدمة لخدمة الإنسان وسعادته، وتعزيز جودة الحياة، هل سترى تلك المنظومة النور؟وللحديث بقية...
*مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه