المواطنة الإيجابية.. امتنان في صورة عمل
في زمن تتعدّد فيه المفاهيم والتعريفات، تبقى «المواطنة الإيجابية» أسمى من مجرد مصطلح يُدرّس أو شعار يُردد. إنها سلوك يومي، ونمط حياة، يعكس الانتماء الحقيقي وامتنان الفرد لما تقدمه الدولة من فرص وبيئة مستقرة ومتنامية.
ليست المواطنة الإيجابية مجرد حب للوطن، بل هي ترجمة عملية لهذا الحب في كل تفاصيل الحياة. أن يسعى الفرد لتطوير مجتمعه، وأن يدعم جهود حكومته، وأن يحترم قوانين بلاده، كل ذلك هو من صميم المواطنة الإيجابية. هي أن ترى الإنجاز وتُشيد به، وأن ترى التحديات فتسهم في حلّها لا في تعقيدها.
الإمارات بنموذجها الرائد في التنمية والاستقرار، منحت كل من يعيش على أرضها فرصاً متساوية للنمو والنجاح.
وردّ الجميل لا يكون إلا بالمشاركة الفاعلة في بناء المستقبل، سواء كنت رباً لأسرة أو موظفاً أو طالباً أو مستثمراً أو حتى متطوعاً. فكل عمل، مهما بدا بسيطاً، يُعد لبنة في بناء وطن يستحق الأفضل دائماً.
ومن الجوانب الجميلة للمواطنة الإيجابية أيضاً المشاركة في إظهار تميز الدولة في كل المجالات.
فالإمارات دائماً ما تُبرز قدرتها على التأثير الإيجابي في المستوى العالمي، عبر مشاركاتها الدولية المتميزة في مجالات عدة، مثل الاقتصاد والثقافة والتقنية والبيئة. هذه المبادرات تسهم في تعزيز مكانة الدولة على الساحة الدولية، وتُظهر للعالم كيف يمكن للوطن أن يكون نموذجاً يحتذى في الريادة والابتكار.
نعم، المواطنة الإيجابية ليست حكراً على المواطنين فقط، بل هي مسؤولية كل من اختار أن يعيش تحت سماء هذا الوطن. فهي لا تُقاس بجواز السفر، بل بنوع الأثر الذي يتركه الإنسان خلفه، وحرصه على أن يكون جزءاً من الحل لا المشكلة فيسهم في التنمية لا العرقلة.
إننا في أمسّ الحاجة إلى ترسيخ ثقافة الامتنان العملي، لا بالقول، بل بالفعل والمبادرة. من يحافظ على الممتلكات العامة، يُسهم في نشر الإيجابية والتسامح، هم مواطنون إيجابيون، وإن اختلفت جنسياتهم.
ختاماً، المواطنة الإيجابية مسؤولية وواجب، وهي الاستثمار الحقيقي في أمن واستقرار وتنمية الأوطان. فلنكن جميعاً من صنّاع الفرق، امتناناً لكل ما قُدِّم لنا، ودعماً لمسيرة الخير التي لا تعرف التوقف على هذه الأرض المباركة.
*خبير شؤون تعليم ومجتمع
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه