اقتصاد الأسرة
هل سبق أن جلست تتأمل فكرة ما ووجدت نفسك غارقاً في التفكير فيها من كل زاوية؟ هذا ما حدث معي عندما سمعت عن «عام المجتمع» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
الفكرة استقرت في ذهني، واستمرت مع احتفالات عيد الفطر المبارك، الذي أسأل الله أن يكون قد مر علينا جميعاً بالخير والبركات، وقادني تفكيري إلى الاستفسار حول كيفية إدارة شؤوننا المالية بحكمة.
غالباً ما ترتبط الأعياد والمناسبات بالنفقات الإضافية من هدايا ملابس، وهذا طبيعي، لكن كيف ندير الإنفاق بذكاء؟
ولماذا لا تبدأ الاستدامة المالية من كل فرد، الابن والابنة؟
كيف يمكن أن يتعلم الأبناء إدارة شؤونهم المالية بطريقة واعية حتى إن كان الأب هو من يدفع أو الأم تدير الميزانية؟ لماذا لا نشركهم في القرار المالي؟
تخيل أن تجلس مع أبنائك لتناقش معهم كيف يمكنهم تقسيم مصروفهم الأسبوعي على احتياجاتهم الصغيرة، اجعل الأمر يبدو كلعبة تحدٍّ لتحقيق أقصى استفادة من الميزانية دون إهدار. ستفاجأ كيف يمكن للأبناء أن يكونوا مبدعين في هذا الأمر.
ذلك يشبه تعليمهم قيادة الدراجة.. التوازن، التركيز، توقع للمطبات. وهذا بالضبط ما تحتاجه الإدارة المالية.
وإذا انتقلنا من الأفراد إلى المؤسسات، نجد أن الشركات بحاجة إلى تفكير مالي مستدام، المؤسسات الكبرى يمكنها أن تدعم المجتمع بمبادرات مسؤولة، بينما تستطيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تحقيق استقرارها من خلال استراتيجيات ذكية تتكيف مع التغيرات.
الاستدامة المالية ليست مجرد رقم أو ميزانية مرتبة، بل هي أسلوب حياتنا اليومية، لنأخذ من نهاية فترة عيد الفطر فرصة للتفكير في تغيير طريقة إدارة اقتصاد الأسرة لتحقيق الاستدامة المالية وكيف نغرس في أبنائنا مهارة إدارة المال بشكل مسؤول.
* مؤسس سهيل للحلول الذكية
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه