هل أنتم هنا من أجل زيارة الشيخ حمدان؟

إبراهيم شكر الله

«هل أنتم هنا من أجل زيارة الشيخ حمدان؟» يسألنا موظف في أحد المحال التجارية المتواضعة في مومباي، والابتسامة على محيّاه، فنجيبه: «نعم، هذا صحيح»، فيقول: «قرأت ذلك في الإعلام.. هذا الخبر منتشر بشكل واسع هنا في الهند».

بعد ذلك، وتحديداً على رف الصحف في أحد فنادق مومباي، تجد العنوان التالي على غلاف صحيفة «تايمز أوف إنديا» التي تعتبر إحدى أكثر الصحف قراءةً وانتشاراً في العالم: «علاقات الإمارات والهند التي تمتد لقرون.. تدخل فصلاً جديداً»، وفوق العنوان صورة سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بجانب رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي.

تعتبر هذه الزيارة الرسمية الأولى لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، إلى الهند، وتهدف إلى تعزيز العلاقات في مختلف أوجهها - سواء كانت في التجارة أو مجالات الابتكار والتكنولوجيا أو غيرها - ولكن إلى جانب ذلك، يكمن ما هو جليّ وواضح بصورة لا لبس فيها: صلابة هذه العلاقات والتقارب الثقافي والتاريخي بين البلدين، الذي يضفي عليها خصوصيتها.

الهند ليست غريبة علينا، والعكس صحيح، إذ يعيش أكثر من أربعة ملايين مواطن هندي في الإمارات بوئام وتناغم مع الجميع.

وتعد الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري للهند عالمياً، وتحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حققت هذه العلاقات قفزة نوعية وغير مسبوقة. ومن أبرز محاورها توقيع الاتفاقية الاقتصادية الشاملة بين البلدين، التي تسعى لرفع حجم التبادل التجاري غير النفطي إلى 100 مليار دولار سنوياً بحلول 2030.

هذه الحفاوة التي حظيت بها زيارة حمدان بن محمد على الأصعدة السياسية والشعبية والإعلامية في الهند، انعكاس ونتاج لكل ما تمثّله دولة الإمارات من سياسات حكيمة ومتوازنة وإيمان بالشراكات وتكريس لعلاقات التعاون.

ولعل من أجمل العبارات التي سمعتها خلال هذه الزيارة، والتي تلخّص طبيعة العلاقات الإماراتية - الهندية، هي لوزير التجارة والصناعة الهندي، بيوش غويال، الذي قال في كلمة ألقاها خلال «منتدى دبي - الهند للأعمال»، موجهاً حديثه لسموّه: «كنا في انتظار زيارة سموّكم.. شكراً جزيلاً على تشريفكم لنا في مدينتي مومباي.. سموّ الشيخ حمدان رجلٌ ذو قلب من ذهب، ويُعرف عنه، دائماً، أنه أول من يبادر للوقوف إلى جانب الآخرين حين الحاجة».

وأضاف: «أنا متأكد وواثق بأن هذه الصداقة والشراكة ستحقق الكثير بفضل قادة بلدينا، الذين سيستمرون في إلهامنا لتحقيق أهداف أكبر».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر