الحكومة الفاضلة

في عالم يتغير بوتيرة متسارعة، تبرز الحاجة إلى منصات عالمية تجمع القادة والمفكرين، لمناقشة أفضل الحلول لمستقبل الحكومات، ومن هذا المنطلق أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، رؤية طموحة مع مطلع عام 2013، تمثلت في عقد لقاء سنوي تحت اسم «القمة العالمية للحكومات»، ليكون بمثابة مختبر فكري لصياغة مستقبل الحكومات وتطوير العمل المؤسسي.

واليوم ونحن ندخل العام الـ13، يحق لنا أن نتوقف لتقييم الإنجازات الهائلة التي تحققت خلال هذه السنوات، فلقد أثبتت القمة أنها منصة استراتيجية تحولت إلى بوصلة تستشرف مستقبل العمل الحكومي، وتواكب المتغيرات العالمية، وتقدم حلولاً مبتكرة لمختلف التحديات التي تواجه المجتمعات.

خلال الدورة الـ13 للقمة، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن القمة أصبحت حدثاً عالمياً بارزاً لتعزيز الحوار وتبادل الخبرات حول سبل تطوير الحكومات، والتصدي للتحديات، واستشراف المستقبل، وأشار سموه إلى أن الحضور الدولي الرفيع، والمشاركة الواسعة، يعكسان الثقة العالمية في نهج الإمارات القائم على بناء مستقبل أكثر استدامة، وتحقيق تطلعات الشعوب إلى الازدهار والرخاء.

لطالما حلم الفلاسفة عبر العصور، ومنهم أفلاطون بفكرة «المدينة الفاضلة»، حيث تحكم العدالة، ويزدهر المجتمع، لكن الإمارات لم تكتف بالحلم، بل جسدته واقعاً، وتجاوزت التنفيذ إلى صياغة نموذج مستقبلي من خلال تبني أفضل الممارسات، وتكريم القادة والمبدعين الذين يسهمون في تطوير مجتمعاتهم.

إذا كانت الدول تتفاوت في تعاملها مع المستقبل، فهناك من يترقب الأحداث ويتفاعل معها، وهناك من يصنعها ويقودها، والإمارات اختارت أن تكون في الطليعة، لا تنتظر المستقبل، بل تصنعه، وتدعو العالم لمشاركتها في رحلة الحكومة الفاضلة، حيث يكون الإنسان هو الهدف، والاستدامة هي الوسيلة، والتقدم هو المسار.

* مؤسس سهيل للحلول الذكية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

الأكثر مشاركة