دورنا المجتمعي

مع إطلاق «عام المجتمع» في دولة الإمارات، يتبادر إلى أذهاننا سؤال جوهري: كيف يمكن لكل فرد أن يكون جزءاً من هذه التظاهرة الوطنية؟ كيف نشارك بفكرة، بمبادرة، أو بعمل يترك بصمته على مجتمعنا الإماراتي، ويعزز من روح المسؤولية المشتركة؟

في ظل ما تشهده الإمارات من نهضة شاملة، يأتي «عام المجتمع» ليؤكد أن الإنجازات الكبرى تبدأ من الأفراد، وأن كل مساهمة، مهما بدت صغيرة، قد تصنع أثراً دائماً.

المجتمع هو انعكاس لما يقدمه أفراده في دعم تطوره واستدامته، فربما يكون دورنا في نشر المعرفة، أو مساعدة المحتاجين، أو إطلاق مشروع يخدم فئة معينة، أو ببساطة تعزيز القيم الإيجابية في حياتنا اليومية.

عندما ينشأ الأبناء على مبدأ أن المجتمع مسؤوليتهم، يتحول العطاء إلى ثقافة يومية تمتد عبر الأجيال، كذلك في بيئات العمل، فإن الموظف الذي يحرص على تطوير نفسه والمساهمة في تحسين الأداء يرفع من كفاءة مجتمعه. في المدارس والجامعات، فإن الطلبة الذين يبادرون بالمشاركة في الأنشطة المجتمعية يتعلمون مبكراً أن دورهم لا ينحصر في الدراسة فقط، بل يمتد ليشمل خدمة وطنهم بطرق إبداعية.

فالعناية بالحي الذي نعيش فيه عبر تنظيف الشوارع أو زراعة الأشجار هي خطوة نحو خلق بيئة صحية تعكس روح التعاون والمسؤولية الجماعية، كذلك عندما يسافر المواطن إلى الخارج، يكون سفيراً لبلاده، وينشر الهوية الإماراتية بأسلوب راقٍ يعكس قيم التسامح من خلال التفاعل الإيجابي مع الثقافات الأخرى.

وفي مجال التطوع، فإن قضاء الوقت في مساعدة المرضى في المستشفيات، أو دعم كبار المواطنين، هو شكل من أشكال العطاء التي تترك أثراً إنسانياً في نفوس المستفيدين.

«عام المجتمع» هو الفرصة لكل فرد لأن يكون جزءاً من قصة نجاح، قد تكون في عمل بسيط، لكنها قد تصبح شرارة تلهم الآخرين، وتسهم في تعزيز المجتمع الإماراتي.

*مؤسس سهيل للحلول الذكية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

الأكثر مشاركة