القمة العالمية للحكومات.. قمة القمم

أحمد أميري

اختتمت دبي فعاليات القمة العالمية للحكومات، الحدث الذي بات علامة فارقة في مسيرة الحكومات العالمية، ومصدر إلهام لصياغة مستقبل أفضل. على مدى أيام القمة، اجتمع قادة العالم، صنّاع القرار، والخبراء في منصة واحدة لمناقشة التحديات الراهنة واستشراف حلول مبتكرة لبناء حكومات أكثر كفاءة ومرونة.

القمة التي أُقيمت برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أكدت الرؤية العميقة لسموه حول دور الإمارات في خدمة الإنسانية. وقد عبّر سموه عن هذه الرؤية بقوله: «هدف الإمارات من قمة الحكومات هو بناء الجسور من أجل خير الشعوب، وتقدم البشرية».

هذا العام، شهدت القمة حضوراً استثنائياً وغير مسبوق من قادة الدول ورؤساء الحكومات وكبار المسؤولين من المنظمات الدولية. حيث شارك أكثر من 30 رئيس دولة ورئيس وزراء، إلى جانب أكثر من 140 وفداً حكومياً، ما جعل القمة من أكبر التجمعات العالمية التي تركز على رسم خريطة طريق للمستقبل. كما تم توقيع عدد من الاتفاقيات الدولية، وإطلاق مبادرات مشتركة تهدف إلى تعزيز التعاون الحكومي ومواجهة التحديات العالمية بأساليب مبتكرة ومستدامة.

وفي سياق النجاح المتواصل للإمارات في العمل الحكومي، تم تخريج 244 مسؤولاً حكومياً من مختلف دول العالم ضمن برنامج «القيادات الحكومية العالمية»، الذي يشرف عليه مكتب التبادل المعرفي الحكومي. ويُعد هذا البرنامج نموذجاً عملياً للاستثمار في الكفاءات العالمية، حيث يُركز على تطوير مهارات القيادات الحكومية وتأهيلها للتعامل مع التحديات بأساليب حديثة ومستدامة.

كما تميزت القمة بنقاشات مثمرة في جلساتها حول قضايا حيوية مثل التحول الرقمي، الذكاء الاصطناعي، التغير المناخي، رفاهية المجتمعات. ما يميز القمة العالمية للحكومات هو قدرتها على تحويل هذه النقاشات إلى مبادرات ومشاريع واقعية، تسهم في تحسين جودة الحياة للناس في جميع أنحاء العالم.

دبي، بتنظيمها المتقن وحضورها العالمي، أثبتت مرة أخرى ريادتها كمنصة تجمع بين الإبداع والرؤية المستقبلية. نجاح القمة يعكس التزام الإمارات تقديم نموذج مبتكر للحكومات، يجمع بين الطموح والعمل لخدمة البشرية.

ختاماً، القمة العالمية للحكومات ليست مجرد فعالية سنوية، بل منصة مؤثرة تحمل رسالة واضحة للعالم: أن الإمارات ستبقى دائماً في طليعة من يعمل من أجل الإنسانية، واضعة مصلحة الشعوب وتقدم البشرية في قلب رؤيتها المستقبلية.

ahmad.amiri1@outlook.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

 

تويتر