الأفكار الملهمة

حين يستقبلك موظف المطار بابتسامة ودودة، وحمداً لله على السلامة، وينجز إجراءات خروجك واستلام حقائبك خلال دقائق، ثم يتولى توصيلك لوجهتك سائق أو سائقة «تاكسي» ينظر لراحتك على أنها هدف وغاية ومهمة لا تحتمل تأخيراً أو تقصيراً، فتجد نفسك وسط طرق ممهدة على أعلى مستوى تحيط بها الأشجار والمناظر الخلابة حتى تصل إلى مقر إقامتك، فتجد أن كل شيء في خدمتك، فتأكد أن وراء ذلك أفكاراً ملهمة طُبقت بإخلاص وتفان.

حين تعيش وتعمل وتربي أبناءك في بيئة يسودها الأمن والعدل والاحترام والسلام، وتتوافر الخدمات على مدار الساعة، فاعلم أن الأمر ليس مصادفة، بل جاء نتيجة جهد كبير وموارد ضخمة تم تسخيرها لخدمة الناس ورفاه حياتهم.

الصورة الذهنية السائدة عن الحكومة في كثير من دول العالم مرتبطة بالسلطة، وسيادة القانون، والقرارات التي لا تقبل نقاشاً أو مراجعة، بل تاريخياً هناك فجوة بشكل أو بآخر بين الناس وحكوماتهم تقل وتتسع وفق رؤية كل حكومة.

أما في دولة الإمارات فالوضع مختلف كلياً، ويدرك ذلك ويلمسه كل مقيم وزائر للدولة، فكل ما يصدر من قرارات يأتي لراحة الناس وتسهيل معيشتهم، بل إن ضمان رضاهم عن الخدمة وسعادتهم بها، أحد المعايير التي يتم بها التقييم السنوي للجهات الحكومية.

فكرة تسخير الموارد وتوظيفها لضمان حياة سعيدة فكرة ملهمة بدأت مع تأسيس الإمارات، وباتت نهجاً رسمياً يعمل الجميع على إنجازه، وتحولت مع الوقت إلى نموذج يمكن نقله والاستفادة منه لكل المجتمعات التواقة للتطور والحداثة وتسهيل حياة مواطنيها.

القمة العالمية للحكومات في دبي بدأت أيضاً كفكرة ملهمة، لم يكن يُتوقع لها كل هذا الزخم والنجاح، فمنذ البداية، وتحديداً عام 2013، كانت المشاركة محدودة ولم تتجاوز 150 خبيراً دولياً و300 مشارك، فالبداية كانت فكرة جديدة على المنطقة، وكانت وقتها محل تساؤل ودهشة، ما الذي يمكن أن تناقشه أو تعرضه قمة للحكومات؟

القمة العالمية للحكومات تشهد مشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 80 منظمة دولية وإقليمية، إضافة إلى 140 وفداً حكومياً وبحضور أكثر من 6000 مشارك.

النقاشات التي تناولتها الدورة الحالية عنوانها الأشمل أن بوسعنا الانتصار لحياة الإنسان وراحته وتسخير كل الموارد لخدمته إن خلصت النوايا، ورغم أن هناك قمماً ومنتديات دولية أخرى تعنى بشؤون الحوكمة والتعاون الدولي، مثل منتدى دافوس الاقتصادي، ومنتدى الأمم المتحدة، فإن القمة العالمية للحكومات في دبي تعد الأهم بلا منافس لأن جوهرها خدمة الناس وتسهيل حياتهم والتركيز على رفاههم.

amalalmenshawi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

الأكثر مشاركة