وظائف شهر رمضان

للأزمنة وظائف كما للأمكنة والناس، ونحن في شهر رمضان المبارك علينا أن نعرف وظائف هذا الشهر الكريم التي قد تكون ممارسة فعلاً، لكن الكثير لا يعرف أنها حق الوقت والزمان، فيعرف له حقه فيؤديه، لئلا يكون ظالما لنفسه وزمانه، فإن هذا الزمان سيعرض عليه كما تعرض الأفلام على الشاشة، فيرى ما فيها من خير أو شر، فإن عُمرت بخير كانت مضيئة ويتمنى أن لو استزاد منها، وإن عمرت بشرٍّ أو بَطالة كانت مسودَّة كالِحة ويتمنى أن لو عمرها بالطاعة، ويشهد لذلك قوله تعالى:

﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾، وقد قال النبي، صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبُونٌ فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، فيغبن على تفويت هاتين النعمتين دون استغلالهما فيما ينفعه عند ربه، حيث لم يستغل صحته ولا وقته في طاعة الله تعالى.

ونحن في هذا الشهر الفضيل نعيش بين هاتين النعمتين العظيمتين؛ نعمة الصحة التي فقدها كثير من الناس، ونعمة الشهر الكريم، وحتى لا نغبن فيه، فإن علينا أن نؤدي وظائفه كما ينبغي، وأهمها:

1- الصيام الذي فرضه الله تعالى علينا بمحكم كتابه لنزداد به زُلفى لديه، فإن الصيام له سبحانه، وهو يجزي به، وهو من العبادات التي لم يُعبد بها غيره سبحانه، ولذلك كان جزاؤه بيده تعالى، لا يكله لملائكته، ليكون جزاءً بغير حساب؛ لأنه أكرم الأكرمين وأجود الأجودين.

2- قيامه الذي ندبنا إليه نبينا، عليه الصلاة والسلام، بفعله وقوله، وقال «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، وهو مطلوب طلب ندب وترغيب من كل مسلم حتى من كان معذوراً عن الصيام لمرض أو كِبَر، وتؤدى جماعةً أو فرادى، أول الليل أو آخره.

3- تلاوة القرآن العظيم الذي أُنزل في هذا الشهر الكريم، ليكون هدى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان، لتكون التلاوة فيه شكراً لنعمة الله تعالى علينا بتنزُّله، وتأسياً بنبينا، عليه الصلاة والسلام، الذي كان يخص هذا الشهر بمدارسة القرآن مع جبريل، عليه السلام، وازدياداً من الحسنات التي تتعاظم في هذا الشهر فتكون النافلة فيه كالفريضة في غيره.

4- الجود فيه بالميسور على المحتاجين بالزكاة وعموم الصدقات التي يتقبلها الله تعالى بيمينه وينمِّيها لصاحبها، فتضاعف أضعافاً كثيرة، وتأسِّياً بالنبي، عليه الصلاة والسلام، الذي كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان.

كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة