«وجعلنا من الماء كل شيء حيّ»

فيصل محمد الشمري

الماء هبة ربانية، فهو الهدية الميمونة والثمينة الأكثر قيمة من الثروات الطبيعية، للكائنات الحية على وجه الأرض، وتأثيرها في حياتنا جوهري، فلا يمكن للمرء أن يتخيل الحياة على الأرض من دون ماء، حسبما ورد في كتاب الله الكريم «وجعلنا من الماء كل شيء حيّ»، الآية 30 سورة الأنبياء.

وتتفق الديانات السماوية على أن الماء، هبة روحية، ورمز للحياة يمثل الكرم الإلهي، وتجسيد للشفاء والمعاناة والحماية والضعف والتغيير والثبات والسكون والغضب.

كما أن الثقافات في جميع أنحاء العالم تساوي الماء مع الشفاء والطاقة. ويعتقد كثيرون أن الماء لديه القدرة على تطهير الطاقة السلبية، ومنح الشفاء بإعجاز رباني.

وقال رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم: «ماء زمزم لما شرب له»، ولن نتطرق هنا لفضل ماء زمزم، وما روي من أحاديث وسير عن الإعجاز الرباني لبئر تروي ملايين الزوار للبيت الحرام، لآلاف السنين.

لقد جاءت مكرمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لمبادرة المياه الدولية الجديدة، وإطلاق مسابقة XPRIZE بقيمة 119 مليون دولار على مدار الأعوام الخمسة القادمة، لتحفيز تطوير تقنيات تحلية المياه، عبر تحفيز الاستثمار الدولي بطرق مبتكرة لمعالجة جفاف وشح الموارد المائية.

وتأتي هذه الجائزة لتعكس الريادة البيئية، وحرص القيادة على معالجة تحديات استراتيجية فالدول العربية فقيرة مائياً، حيث يعاني ما يزيد على 50 مليون شخص شح مياه الشرب الأساسية.

لماذا المياه؟ ولماذا الآن؟ مع تجفيف منابع الأنهار في دول عدة، سواء لمشاريع تنموية أو لأسباب سياسية، زادت الحاجة لحلول تقنية عملية تعيد الحياة للأراضي العطشى، فلا تنمية من دون إكسير الحياة، ولا تطور من دونه. هل من مزيد؟ بكل تأكيد، فتدوير المياه الرمادية وإعادة استخدامها للري والزراعة والصناعة مطلب حيوي، وفصلها عن المياه العادمة أو ما تعرف بالمياه السوداء أمر حيوي سيقلص تكاليف المعالجة والاستثمار بالبنى التحتية، ويمكن أن يسهم في عمليات تدوير المياه الرمادية لا مركزياً، وتحويلها لري المسطحات الخضراء، وإنشاء مزارع المدن في أسطح المساكن.

مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر