«من لا يحب مصر»

تحكي عن مصر منذ سبعينات القرن الماضي، تسرد تاريخاً من الحب، ومرات لا تعد من الزيارات المتواصلة على مدار سني عمرها الذي تخطى الـ80 عاماً.

تحفظ شوارع «وسط البلد والمعادي والهرم والمدن الحديثة و6 أكتوبر والشيخ زايد والإسكندرية والغردقة والأقصر وأسوان وشرم الشيخ» وتتذكر كيف كانت معالم حي الزمالك الذي كانت تقطنه بالقرب من كوبري أبوالعلا مع أسرتها كواحدة من جميلات الحي الراقي اللواتي تأبى كبرياؤهن إلا أن يظللن بهيّات مهما تقدم بهن العمر.

تصف أهل مصر بصفات طباعها التي تقطر فطرة سوية محبة للخير، متصالحة مع الكون، مقبلة على الحياة والناس على اختلاف ألوانهم.

تشاطر أهل مصر رضاهم وبهجتهم، وتتقاسم معهم الغضب والأحزان وقت الانكسار، وتتمنى لو بيدها أن تحول أيامهم سعادة وأفراحاً.

تسترجع بذاكرة متقدة أحداثاً ثقالاً مرت على مصر، وتفخر كما كل الإماراتيين بمواقف المؤسس المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وتردد عباراته الشهيرة في حب مصر ووصيته بها خيراً.

حديث من القلب واتصال هاتفي طويل حظيت به قبل أسبوعين من سيدة فاضلة من سيدات هذه الأرض الطيبة، لا تعرفني ولا أعرفها من قبل، لكن تجمعنا روابط الحب لتراب الإمارات ومصر بلا مصالح أو رياء أو نفاق.

حكت الكثير عن ذكرياتها في مصر وأصدقائها وجيرانها، وكيف هي الروابط الوثيقة والعشرة الجميلة والأثر الطيب الذي لا يفارقها، وكيف هو النيل والليل والهواء والأهرامات والمدن والشوارع والبيوت في مصر، وبين كل جملة وأخرى تردد بكل عواطفها: «مين ما يحب مصر».

نموذج أستطيع بكل ثقة القول إنه لسان حال كل إماراتي وإماراتية في حب مصر وهواها وشعبها، لذا لا غريب أبداً في المواقف والدعم الكبير الذي تقدمه الإمارات لمصر حتى وإن كلفها الكثير مادياً ومعنوياً من انتقاد تترفّع حتى عن الرد عليه.

مشاريع الإمارات في مصر واستثماراتها ومساندتها لها عبر محطات مهمة، أساسه الحب والرغبة الصادقة في استقرار مصر وبقائها قلباً للأمة العربية.

أما أنت يا سيدتي الفاضلة فأقول لك ألف مرة ومعي ملايين المصريين «مين ما يحب الإمارات» وترابها وأهلها الطيبين.

@amalalmenshawi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة