المساحات المكتبية القديمة

مثلما هناك عقارات سكنية قديمة، هناك عقارات تجارية قديمة، خصوصاً المساحات المكتبية، التي أصبحت لا تفي اليوم بالغرض، ولا تلبي احتياجات العمل الحديثة ومتطلبات الشركات الحالية والعمل الإداري والمكتبي العصري. وفي ظل المتطلبات الجديدة، يتعرض العديد من المساحات المكتبية القديمة لمخاطر قلة الإشغال وتراجع العوائد، ويعاني ملّاكها صعوبة في تسويقها وتأجيرها، بسبب عزوف المستثمرين من أصحاب الشركات والمؤسسات الخاصة عنها، كونها لا تخدم حاجياتهم من حيث التصميم والجودة، وافتقارها لمعايير البناء الصديق للبيئة والمستدام، إلى جانب ظهور مناطق العمل المتخصصة الجديدة التي أصبحت الشركات تفضلها أكثر.

هذه المساحات تحتاج لتجديد شامل، حتى تتلاءم مع توجهات سوق العمل الحديثة، وعلى الملاك إعادة النظر فيها من جديد، لتعويض خسارة العوائد، وجعلها في مستوى متقارب أو مساوٍ لنسبة الإيجارات بالمناطق الجديدة.

إذا تم تجديدها وإعادة طرحها في السوق مرة أخرى، فسيتعزز مخزون المساحات المكتبية، وسيزيد حجم الخيارات أمام أصحاب الشركات، لاسيما أن بعضاً منها يقع في مناطق حيوية جداً بالمدينة، قد تشكل فارقاً أمام المستثمرين وملاكها على حد سواء عند استخدامها.

النقطة الأساسية التي أود التنبيه إليها هنا، هي أنه على الملاك قبل البدء في أي تجديد، تحليل الاحتياجات الحالية للمساحات المكتبية، وفهم ما يتطلبه السوق، ونوعية الشركات التي تتلاءم مع طبيعة المنطقة التي تقع بها هذه المساحات، والقطاع الأكثر طلباً للمكاتب بهذا الموقع.. هناك دراسة شاملة على الملاك القيام بها، حتى تنجح خطط التجديد، ولا يعتمد المالك في هذه الحالة على نفسه فقط في تحليل السوق، فمن الأفضل له الاستعانة بخبراء واستشاريين في مجال الاستشارات العقارية، واستشارات تطوير العقارات، للاستفادة من خبرتهم في تجديد العقارات القديمة.

بعض المناطق التي تعتبر من أهم شرايين جذب الأعمال في دبي، قد وصل متوسط عمر المباني المكتبية فيها حالياً إلى أكثر من 20 عاماً، ولهذا هي الآن تتطلب اهتمام ملاكها بها للعمل على تجديدها وتطويرها بما يتوافق مع متطلبات تلك المناطق التي تقع بها، حتى يتم الحفاظ على نشاطها.

خلاصة القول: قِدم المساحات المكتبية، وعدم مواكبتها لطلب واحتياجات أصحاب الشركات، على الرغم من وجودها في مواقع حيوية تدر عوائد جيدة على ملاكها ومستخدميها، يشكل تحدياً صعباً أمام الملاك، ويجب دق جرس التنبيه للفت الانتباه إليها.

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة